تنافس القيادات بين
المشروع والممنوع
بقلم هشام صلاح
” هى قضية ليست من نسج الخيال أو افتراض لأمر لم يحدث لكنها – مع شديد الأسف – واقع حدث ويحدث على مرآى ومسمع من الجميع
بداية إن تنافس الأقران أمر مشروع لكنه يخضع لما يمكن نسميته أدآب المنافسة وقواعد التنافس إذا فهو ليس بالأمرالمطلق بل المقيد بالمبادىء والأخلاقيات والأصول
لكن حينما ترتدى المنافسة ثوب الكراهية و الحقد وقد تلون هذا الرداء بكل ألوان الشر من محاولة حثيثة لتجريح الآخر والنيل منه فهى منقصة لا كمال
فالحقيقة الراسخة أن الرجال جميعهم متساوون مهما اختلف تاريخ ميلادهم، لكن الفضائل تصنع الفروق فيما بينهم،
والقائد الجيد من تواضع عن رفق، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة. فأغلب القادة يتشابهون في الأقوال، لكن القليل منهم من يميّز بالأفعال
تلك الحقائق الثابتة طافت كلها برأسى بعد مشاهدتى لمآساة رأتها عينى وعايشها وجدانى فقد ساقتنى دعوة شخصية وجهت لى من صاحبها لحضور حفل تكريمه حيث شمل الحضور عددا من القيادات فكانوا بطبيعة الحال موضع متابعة ومراقبة من جانب الحضور
لكن المحزن فى الأمر تعمد بعضهم بصلف ممزوج بسخرية محاولة الإساءة للأخرولا أدرى
– أعن قصد أم عفوية حد الجهل أتت أفعالهم ؟
– ألا يدرى أؤلئك أن تصرفهم هذا أقل ما يوصف به صبيانية الفعل ؟
فقد جردتهم أفعالهم وتصرفاتهم تلك من الحياء حتى بدت سوءاتهم للعيان ظاهرة تجبر الإنسان السوى صاحب الأخلاق والحياء على غض الطرف حتى لاتتأذى عيناه
والمؤسف فى الأمر أن بعض خلانهم تعمدوا تأجيج الخلاف وإذكاء نارالفرقة بينهم لا لشىء إلا الرغبة فى الاستمتاع برؤية مشهد ” سقوط القادة “
أقول : ما أصغر الكبار حينما ينتهجون أفعال الصغار! وما أهون القائد فى نظرنا حين يأتى بأفعال الدهماء !
نصيحتى : لمن يدعى كبر المقام وهو إلى صغره أقرب ” إن لم تكن خصالك الطيبة الحميدة هى عنوان شخصيتك فما أهون منصبك الذى تتقلد ! وكرسيك الذى تجلس عليه !
فمهما طال جلوسك فإنك لا محالة تاركه فلو بقى لغيرك لما وصل إليك ،
فلتأخذ من يومك زادا لغدك فالمنصبك لامحالة زائل وكرسيك لا مفر تاركه ولن يبقى لك فى ذاكرتنا سوى ما قدمت
فلتترك لرفقتك ما يذكرونك به مكارم لا ما يشينك من خصال ستلازمك طيلة حياتك بينهم