حنان حسان
في معرض القاهرة الدولي للكتاب، يجوب الزائرون بين أجنحة دور النشر المختلفة، وتحديدًا داخل “سراي 2” يثير فضولهم لافتة كبرى مكتوب عليها “التجربة الصينية”، وخاصة المهتمين بمتابعة أخبار الجمهورية الشعبية سواء من الناحية الثقافية أو الحضارية أو الاقتصادية أو السياسية.
وعلى مدار أربعة أيام، أطلقت مجلة الصينة
اليوم” حملة جديدة بعنوان “التجربة الصينية“، تهدف إلى عرض تجارب المصريين مع الصين وذلك لتعزيز الروابط بين الشعبين المصري والصين بتوثيق حكايات إنسانية ربطت مصريين وصينيين في حياتهم اليومية والثقافية.
وتوافد عدد من زوار المعرض على الجناح ليرووا تجاربهم مع الصين، دولة وشعبًا، سواء بالسفر أو العمل أو الزواج أو الصداقة أو غيرها، وليعبروا أيضًا عن أحلامهم وتطلعهم للمستقبل.
ومن رواد المعرض، قال مؤمن سعد؛ طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن الصينيين شعب ودود وهناك العديد من الصفات والعادات المشتركة بيننا، لكن أهم ما يميزهم إتقانهم للعمل ونظامهم الذي يعد السبب اﻷول في تقدمهم، مشيرًا إلى أن ذلك ألتمسه من خلال تعاونه معهم في مجال التجارة.
واتفقت معه، هاجر إبراهيم حمدان؛ طالبة في كلية تجارة جامعة القاهرة، لافتة إلى أننا لابد أن نتعلم منهم الإتقان في العمل، وخاصة أنهم شعب يعمل وينتج من أكبر شخص إلى أصغرهم.
وأشارت إحدى طالبات جامعة عين شمس، إلى أن أكثر ما لفت انتباهها خلال زيارتها للصين وجود “عجًل” -دراجة- في كل مكان ومتاح لأي شخص مقابل “يوان” -عملة الصين- طوال 24 سنة، تخصم من خلال تطبيق “الوي شات”.
وتمنت دميانا نشأت؛ مرشدة سياحية، أن تسافر إلى الصين لأنها تعشق المناطق الأسيوية، لافتة أن الشعب الصيني لطيف ويتأقلم سريعًا مع الأجواء، داعية الصينيين لزيارة مصر.
وعن عادات الطعام بالجمهورية الشعبية، قالت الشيماء أشرف، إنهم يعتادون تقديم الشاي الأخضر
على المائدة الصينية، وأكلاتهم حارة جدًا، لافتة أنها أعجبت بوجبة “الباودز” وهي عبارة عن عجينة محشوة بالخضار واللحمة تم طهيها على البخار، وأيضًا الفراخ بالخضار والصويا صوص.
ووصفت المناظر الطبيعية في الصين بالخلابة، مشيرة إلى أنهم يهتمون بتنسيق الأشجار والورود في كل مكان، وعن السور الصين العظيم، قالت إنها لا تستطيع وصفه وهو حماية قوية للدولة ولبكين.
أما محمد أبو جازية، مهندس مدني، قال إنه ذهب للصين بمحض الصدفة، وأكبر مشكلة واجهته عدم قدرته على التواصل مع الصينيين، لأنهم يعتزون بلغتهم، وكانت مشكلته الأكبر في تقبل طعامهم، وتابع: “أما الآن أعشق الحياة بها وتعودت على الطعام الصين وأحببته أكثر من الطعام المصري“.
أما نهاد أشرف، خريجة كلية ألسن، أشارت إلى أنها اكتشفت خلال زيارتها للصين أنهم شعب صبور جدًا، وهذا بسبب كثرة الإشارات في الشوارع ومع ذلك يلتزمون بقواعد المرور.
وعن سلبيات الشعب الصين، اتفق معظمهم على خصلة “الفصال”، مشيرين إلى أنهم يفتقدون لروح الدعابة والهزار.
يذكر أن، “الصين” استخدمت كل أدواتها لتعزيز علاقاتها بالدول الإفريقية والعالم العربي، خصوصًا الأدوات الثقافية الناعمة، وتسعى لتعميق العلاقات الثقافية بما فيها التعليم والصحة والتبادل الشعبي.
كما اعتمدت الصين برنامجًا لتدريب 15 ألف اختصاصي إفريقي، علاوة على رفع المنح التعليمية للطلاب الأفارقة، ومن خلال حركة السفر النشطة ما بين الصين وإفريقيا، استطاعت بكين الترويج للغتها، فأقبل كثيرون في السودان وأنجولا وزامبيا على تعلم اللغةالصينية.