بقلم / هشام صلاح
رسالة إلى مديرة التعليم بالجيزة بل إلى الجميع
بداية غير منصف من يلقى بكامل التبعة على كاهل مديرة التعليم بالجيزة ،
نعم قد يكون هناك بطء فى التغيير الذى يأمله وينتظره الكثيرون كذلك قد يظن المراقب أن خطوات الاصلاح قد تبدو ثقيلة متباطئة لكن فى نفس الوقت علينا أن نكون منصفين و أن نتخلى قليلا عن مزاجنا العصبى لنعطى مساحة أوسع للتحليل والمناقشة بعيدا عن تدخلات البعض والحديث وفق أهواء خاصة وأجندات معدة سلفا
لقد تولت الاستاذة العمل بمديرية الجيزة ولن أبالغ إذا ما قلت أن المديرية لم تكن على شفا الهاوية بل هى بالفعل كانت تهوى بكل مؤسساتها من خلال أداء مؤسسى مملوء بالمتناقضات وإن شئت قلت الفشل الادارى حيث لم يعد القرار قرارا مؤسسيا بل تدخلت وتداخلت عناصر كثيرة متعددة فى صنع القراربالمديرية مما خرج به عن اهدافه الحقيقية
ولن أطيل النظر فيما مضى ، ولنخترق الماضى إلى الحاضر
جاءت الاستاذة لتجد تراكمات لمشكلات ليست هى السبب فيها لكن بات الجميع لديه قناعة كاملة بإلقاء تبعة الاصلاح عليها بحكم منصبها ، وبالفعل اتخذت بعض الخطوات الاصلاحية أو إن شئت قلت التنظيمية لكن تلك الخطوات إذا ما قورنت بحجم المشكلات على الساحة التعليمية فلن يراها المتابع إلا كحجر بسيط فى أساس منظومة متهالكة الاركان يخشى الكل أن تنهار أو أن تخرج عن السيطرة
إن الجيزة بما تضمه من مؤسسات تعليمية ورجال تعليم لهم من الخبرة الميدانية والتعليمية الكثيروالكثير يصعب على أى قائد أن يعمل دونما استشارتهم أو الاستماع لنصيحتهم هذا من جانب لكن أيضا على البعض أن يقدر حجم التبعة الملقاه على كاهل تلك السيدة
* فهناك واجب عليها ودورعليكم
– فأما الواجب الذى عليها فهو ضرورة التفاعل الحقيقى مع الجميع والاستماع إليهم والعمل على صعيدين /
الأول – إدارة المؤسسة بحكمة وبنية حقيقية فى بدء خطوات عملية من أجل الاصلاح ، ودراسة شاملة لأغلب الملفات ولن اقول لجميعها لان ضيق الوقت وتزاحم المشكلات يحكم تلك الدراسة
ضرورة العمل على انصاف أصحاب المظالم الحقيقية والذين دهسهم التعنت الادارى السابق مع عدم إغفال تحليل نتائج أى قرار يتم اتخاذه ولا أجد أى غضاضة فى مراجعة أى قرار إذا لزم الامر – فالرجوع إلى الحق فضيلة –
الثانى – تغيير تلك الصورة الذهنية التى التصقت بمخيلة الكثيرين لشخصية وكيلة الوزارة تلك الصورة التى ساعد على تجميعها توافر عدد من العوامل البعيدة عنك شخصيا ولكنها من البعض حاول فرضها على المجتمع التعليمى بالجيزة التى تثبت لهذا الاعتقاد
وأهمس فى أذنك أستاذتنا أن حل مشكلة هنا أو هناك يعرضها بعض السادة الزملاء من الصحفيين ليست مؤشرا إيجابيا فوصول المشكلة ليد الصحافة يعنى فى المقام الاول تراجع دورادارة المتابعة الفنية وعدم وجود فرصة لدى صاحب المشكلة للعرض المباشر على سيادتكم فيلجأوون للصحافة
اما الدور الذى عليكم – رجال التعليم بالجيزة –
ضرورة الخروج من دائرة الكلام والنقد غير الايجابى إلى أفاق الحوار الهادف بنية تقديم المشورة الحقيقية ومنح الفرصة الكاملة لصانعة القرارلكى تتجمع لديها أطراف الصورة الحقيقية حتى تخرج تلك الصورة صافية واضحة وبما يخدم الصالح العام
وللجميع لنا فى رسول الله الاسوة الحسنة حيث قال :
( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى . رواه البخاري ( – وَإِذَا اقْتَضَى ) أَيْ : طَلَبَ قَضَاءَ حَقِّهِ بِسُهُولَةٍ وَعَدَمِ إِلْحَافٍ
ليكن لدى الجميع الهدف الواضح والذى ينأى عن أى أهواء شخصية من أجل رفعة وطننا الحبيب وخير أبنائنا الطلاب