إعداد/ محمد مامون ليله
– اصمت فيما تعلم؛ لتنال ما لا تعلم!
– تعلم ولو من عبدك!
– عمل القلوب يهوي بسرعة، ويرفع درجة عالية ورفعة!
– طيب اسمه يطيبك!
– جعلت المحبة شيئا مجهولا يختلف فيه، وكل ما ذكر في حدها يدور حولها، كقولهم: هي الموافقة؛ أو الإيثار، أو شدة الشوق المؤثر على الجسم، وأما ما هي؟
فهذا أمر عسير!
– المؤمن لا يأمن!
– قالوا: ما بال أهل الله يبكون سريعا عند ذكر محبهم وتتبدل أحوالهم؟
فقلت: لأنهم يحبون من احتجب عنهم فلا يرونه حتى يموتون؛ فمتى رأيت الواحد منهم فقبلن يده؛ فإنها يد حي يموت في اليوم كل لحظة، ويرى الدنيا أكبر عقبة وخطرة!
– قالوا: ما بال أهل الله تعلوهم السكينة والحزن؟
فقلت: لأنهم محبون، وهذه سيمة المحبين!
– إذا أحببت أن ترى كلام القلوب؛ فدونك العشاق فاسمع منهم!
وما رأيت أهل الله إلا عشاقا على طريق المحبة،والعاشق يتكلم بما يراه من صفات من يحب!
– إن الواحد من أهل الله ليرى نفسه أحقر الناس وأذلهم، فتراه يتعبد لله تعالى بخدمة الصالحين منهم، ولا يشعر بحاله إلا مع الفقراء!
– الواحد من أهل الله له فلسفته الخاصة به وأفكاره منذ الصغر، لا يأبه بمن يخالفه ولو كان كل البشر!
– أهل الله يمرون على الدنيا كما يمر أحدكم على مساكن الذين ظلموا أنفسهم، وشعارهم: أسرع وتخفف!
– من أهل الله من يعرف حاله بتسلط العوالم عليه كأهله ودابته، فمتى رأى منها شرا؛ فهذا بما كسبت يداه
– منهم من يتوب عن ذنب، ومنهم من يتوب عن غفلته، ويراها أكبر الذنب!
– لا تسكن الحكمة بيتا مسكونا، أخرج من فيه لتدخل،وإن الرجل من أهل الله قد يؤخذ وينبه لطريقه، أو يرى حكمة له فيلزم طريقه، أو ينوي معصية فينهى ؛لأنه ليس بطريقه!
– مدار طريقنا يا هذا على الحب، فمن أحب رضي بالقليل، واتبع التنزيل، وخاف التحويل، وتمنى اللقاء، وتخفف من الأحمال، وهل الطريق إلا هذا؟!
– من الفاجر؟
من لا يعرف الطريق إلى الله ولا يريد أن يتعرفه،فأما إن كان يريد التعرف بيد أنه مرتكب للذنب، فيقال: هذا عاص لا فاجر!
ولا يخلو كلاهما من خير!!
– أهل الله يحملون الصالحين بأموالهم، فإن عجزوا حملوهم على رقابهم، ويرون ذلك كرامة لهم، أن حملوا الروح التي هي من أمر ربي، وحملوا البنية التي خلقها الله بيديه!
– أهل الله يرون تسلط الظالمين عليهم رحمة؛ لأنهم وسيلة يمحوون بها ذنوبهم، ويرفعون باه درجاتهم،فكأن التسلط سوط الحد المكفر للذنوب، ثم هم ماضون في طريقهم راضون عن الله لا يلتفتون!
– لن تصل إلا بغلق أبواب وفتح أبواب، فاغلق باب الكسل، والنوم،والغنى، والعزة،والأمل، والرخاء، وافتح باب النشاط، والسهر،واليقظة، والفقر، والذل، والاستعداد للآخرة،والشدة، هنا تتأدب نفسك، وتذل روحك، ويفتح لهم الباب، ويقال لهم: ادخلوا إن شاء الله آمنين!