بقلم :على الصاوى
يقفون أبناء العائلة الواحدة صفا واحدا لا لانتظار طعام أو تكريم لكنهم ينتظرون الموت إما ذبحا أو حرقا برعاية حكوميه وتعبئه إعلاميه ،ودعوات تحريضيه من كبار مرجعيات الكهنة البوذيين !! إنهم الأقليه المسلمه فى بورما يتعرضون لحملة إبادة ليست هى الأولى من نوعها لكنها الأعنف على مدار حملات سابقه، فهلا أغثناهم ومددنا لهم يد العون أم سنكتفى بالدعاء ونظرات الشفقه على ما نراه من أشلاء ممزقة وأجساد متناثرة فى كل مكان ، فلا يمر يوم إلا ونجد تقارير أمميه تبين الأعداد الكبيره التى يتم قتلها وتهجيرها ،وتنقل وسائل التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو حجم الإجرام الوحشي تجاه المسلمين الروهينجا ومع ذلك لم تتحرك أى منظمه حقوقيه أو إنسانيه لوقف هذا الظلم ، باستثناء ماليزيا التى تحركت ووعدت بالضغط على حكومه ميانمار لوقف هذا العنف، فأين العالم الإسلامى من كل ما يحدث ؟؟؟
منذ أن أذن الله للدين اﻹسلامى بالظهور ليملأ الأرض نورا وإشراقا ويعم السلام فى كل أنحاء العالم والقضاء على براثن العبودية والعنصرية البغيضه، وتحقيق العدل والمساواة بين كل الطبقات ووضع نواميس للتعامل قائمه على الحب والرحمه والتكافل الإجتماعى لا نزال نلمس أثرها إلى الأن حتى فوجئنا بحملات تشويه كبيرة تدعوا وتحشد لكى يتم التحرر من الإسلام بزعامة، أنه دين يدعوا للتخلف والعودة للوراء وسرعان ما لقيت هذة الدعوات والهجمات إستجابة فى بعض الأوساط التى تولت هى الاخرى حمل راية التشويه والهجوم الشرس لطمث حضارته وإخفاء حقيقته، حتى صاروا كالأفاعى التى تنساب من جحورها لتنفث سمومها فى كل مكان لتصور للعالم أجمع أن هذا الدين هو الإرهاب !!
إن هذا الزحف الذى امتد فى بلادنا من الأفكار المتطرفه والعنصريه الغاية منه، هى إماته روح الإعتزاز والإنتساب لهذا الدين وأن لا نحيا فى كنفه حياه يملأها التسامح والحب ونزع فتيل الفتن ونشر السلام بين البشريه عامه ،فبدأو بترويج هذة الأفكار بتعبئة إعلاميه تقف ورائها نظم عالميه معاديه للإسلام لتصوير هذا الدين على أنه دين الإرهاب والهمجيه والتطرف ،وأن ما يحدث فى العالم من حروب طاحنة هو بسبب هذا الدين وأفكارة التى تدعوا للجهاد والحروب فى حين نسي هؤلاء المتربصون أن أكثر من يتعرضون للإرهاب والقتل والتشريد فى العالم هم المسلمون أنفسهم ،وما يحدث بورما من إبادة جماعيه وحرق المنازل والناس أحياء على أيدى البوذيين ليست منا ببعيد ،وما يحدث أفريقيا الوسطى أيضا والتطهير العرقى والتهجير الجماعى على يد ميليشيات “الأنتى بالاكا المسيحيه” وما يحدث للسوريين على أيدى الميشليات الطائفيه الإيرانيه وروسيا ،وكل هذا يتم فى صمت عالمى رهيب يعكس مدى التآمر الواضح على الإسلام وأهله لكسر شوكته والقضاء عليه، فأين المجتمع الدولى الذى مات قلبه وانتحر ضميره من نصره هؤلاء ؟؟هل كان سيقف مكتوف الأيدى دون تحرك لو كان الأمر متعلق بأى أقليه أخرى سواء يهوديه أو نصرانيه؟؟ أم أنه كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها حفاظا عليهم ،لكن هذا عهدنا الدائم بهم أنهم يغضون الطرف دائما إذا كان الأمر يتعلق بالإسلام.
ففى كل عصر والمسلمون مضطهدون من كل الطوائف المختلفه منذ سقوط الأندلس وما فعلوه بهم فى محاكم التفتيش إلى وقتنا هذا فروح العداء متجذرة فى نفوس أعدائه تجاهه منذ القدم ، ويصور لنا الكاتب الفرنسي جوستاف لوبون مدى الإضطهاد الذى تعرض له المسلمون عندما سقطت الأندلس قائلاً ” لما أجلى المسلمون عام 1610 من الأندلس اتخذت جميع الذرائع للفتك بهم فقتل أكثرهم وكان مجموع ما قتل ثلاثة ملايين فى حين أن المسلمون لما فتحوا أسبانيا تركوا السكان يتمتعون بحريتهم الدينيه محتفظين بمعاهدهم ورئاستهم غير مكلفين إلا بدفع الجزيه، وقد بلغ من تسامح المسلمون طول حكمهم فى أسبانيا مبلغا قلما يصادف الناس مثله لذلك ما رأيت فاتحا ارحم من العرب ” فأين التطرف الذى ينسب للإسلام بهتانا وزورا
فى عام 1994 ألقى الأمير تشارليز محاضره فى جامعه أكسفورد عن الإسلام وكان مما قاله ” إن كثير من الناس هنا ينظرون إلى الشريعه الإسلاميه على أنها بربريه وغير عادله ،إن صحفنا قبل الجميع تعشق الخوض فى هذه الأحقاد ،إن الحقيقه غير هذا فهى مختلفه عن هذا التفكير فروحانيه الشريعة الاسلامية أساسها الرحمه والعدل، ويجب علينا أن ندرس التطبيق الفعلى لها قبل أن نصدر حكمنا عليها ، ويجب أن نكون حذرين عند إستعمال كلمه الأصولية وان نفرق كما يفعل المسلمون بين مختلف الفرقاء الذين يمارسون منهاجهم الدينى بكل خشوع وتعبد حقيقى وبين المتعصبين والمتطرفين إذ أن التطرف ليس وقفا وحكرا على الإسلام فحسب ،فهو موجود فى صلب الديانات الأخرى.
إن الإسلام كالشمس إذا غربت من جهه خرجت من جهه أخرى فلم تزل طالعة ساطعة ،فلم يخسر الإسلام فى جوله إلا كسب جولات ولم تسقط له رايه إلا رفعت له رايات، فهذا الدين بأسه شديد وينطوى على روح المقاومة والعناد، إذا حاربوة اشتد واذا تركوة امتد فلو اجتمع أهل الأرض على أن يطفئوة نور إشرافه ما استطاعوا فالإسلام له قوة فى ذاته جعل أعدائه المتربصون يرجفون منه لذلك فهم يحاولون بشتى الطرق أن يقضوا عليه لاسيما أننا نمر بمرحلة صعبه كسر فيها سيف الإسلام وتخلف أهله وتخلى الجميع عن نصرته إلا من رحم ربى، وليس هناك حل لإستعادة هيبته والتمكين له إلا بالتفاف المسلمين وطوافهم حوله.
أن العالم يعيش أزمه ضمير إنسانى، فلم يعد يأب لدماء الأبرياء طالما ليسوا من بنى جلدته، فلا تنتظروا منه أى تحرك تجاه قضايا الآمه، فلابد من تحرك عربى إسلامى بشتى الوسائل للدفاع عن المظالم التى يتعرض لها كل مسلم على وجه الأرض، وإن لم نفعل حينئذٍ تكون باطن الأرض خير لنا من ظاهرها.