مثلى مثل ألجميع اقع تحت طائلة الخوف من ألمجهول الذى يلاحقنا جميعا ودون أستأذان فهذه الفاجعة التى أصابت العالم بأكمله دون أستثناء لأى أحد فقير كان أو غنى .. فقد أتت هذه الأزمة لتكشفنا أمام أنفسنا فقد راينا دول عظمى تنهار أمام الموت الذى أخذ يحصد الأرواح العالم يشاهد وقوعهم ألمروع امام فيروس أتى ليكشفهم على حقيقتهم وكأن الله عز وجل أراد أن يكسر غرورهم بدون رحمة أو تمييز, فلم نجد التقدم الذى جعل دول كبرى تتعامل بعلو وفوقية لبقية دول العالم ينفعهم أو يفيدهم فى شئ بل جعلهم فى مقدمة الدول التى وقف وجبروتهم .
ولكن هذا على مستوى الدول لكن ماذا عنا نحن ألبشر فقد كشفت هذا ألغمة حقيقتنا وحقيقة من حولنا بمنتهى الوضوح وبمنتهى القسوة .. فلا اصعب على ألانسان أن يكتشف حقيقة أناس كانوا بالنسبة له شئ عظيم لا يخطئ ولا يظن للحظة أنهم مثل ألبعض ممكن يأتى أليوم الذى يقعون فيه من نظره .
ولكن سبحان ألله لقد أبتلانا بهذه ألمحنة ألصعبة حتى يهزنا بمنتهى القوة وحتى نفيق ونخرج اسوء مافينا وحتى نتأدب معه سبحانه فجميعنا وبدون أستثناء بعدنا عن الله والتهينا بالدنيا وبالبشر,وقد أثبتت المحنة أننا لا ملجاء لنا سواه سبحانه .. أما عن البشر فحدث ولا حرج .
وبالرغم من أننا جميعا نشكو من الفراغ والزهق الذى ولدته الأجراءات والوضع الذى فرض علينا جميعا لكن حتى هذا الفراغ لابد وأن تحمدوا الله عليه فقد اعطيتم فرصة من ذهب وبعيد عن لهو الدنيا ومشاغلها أن تعيدوا حسابتكم جيدا فى حياتكم .. فرؤيتنا لأعداد الموتى من حولنا وفى كل مكان لابد أن تجعلنا نتعظ ونعى أن الموت ليس ببعيد فهو اقرب لنا مما نتخيل ويجب أن نعرف قيمة حياتنا جيدا وأنها غالية أن لم تكن علينا فعلى من حولنا ومن يحبوننا ومن يحتاجوننا .
فكلنا كنا نعيش قبل هذه الكارثة وكأن حياتنا ابدية فمن منا لم يغره ماله ومن منا لم يغره كثرة اولاده ومن منا لم يستقوى بمنصبه وسطوته ومن منا لم يخطط لغده .. ولكن الكل ضربتهم الفاجعة فى مقتل وقالت لهم قفوا مكانكم والقول الفصل فيكم وفى كل ماتخططون له اليوم لله فجميعكم مرهونون بعفوه عنكم وعن جميع من على وجه البسيطة .
لا اله الا الله لقد وقفنا جميعنا اليوم تحت سماء الله ورحمتة نرجوه ونتمنى عفوه كمثل يوم القيامة جميعا سوف ننتظر رحمته وعفوه كى يرضى على من سيرضى عنه ويغضب على من يشاء .
ولكن ككل زمن وعهد نجد شياطين ارادوا بكامل ارادتهم الخروج من رحمة ربهم .. وارادوا أن ينظر الله لهم بسخطه ويجعلهم عبرة للبشر شياطين لم يرتدعوا ولم تكسرهم المصيبة التى المت بنا شياطين يرقصون على مصيبة الناس وهلعهم مثلهم مثل مصاصين الدماء لا يبالون بكل مايدور حولهم وكل همهم مكاسبهم وماسيعود عليهم من منافع وكأن دائرة الموت اغلقت على الجميع واستثنتهم .
لا والله الله لن يبارك ولن يسامح فى حقوق عباده الذين استضعفتموهم وتاجرتهم بهم فوقت البلاء ياسادة الجميع يقف كتفا بكتف بجوار أخيه وبجوار من يحتاجه يقف ابتغاء مرضاة الله وليس ابتغاء جاه او مكانة أو شهرة أتقوا الله فى الناس .. ولكن كيف يطلب من أمثالكم أن تتقوا الله فى الناس وأنتم لا تخافوا الله ولا تخشونه ومن لا يخاف الله لا احد يرجوا منه خيرا .
واخيرا وليس أخرا راجعوا انفسكم أعزائى وعودوا الى الفطرة التى خلقنا الله عليها عودوا الى الطيبة والمحبة الخالصة له وحده سبحانه .. أحبوا من يحبكم اعطوا من يعرف معنى وقيمة العطاء .. قربوا ممن يحب البقاء بقربكم ويحبكم لأنفسكم وليس لغرضا ما أو منفعة فجميعنا نعلم جيدا من يحمل لنا الخير والمحبة الخالصة , وحتى أن كنا لا نعلم فما الم بنا من مصيبة أعتقد أنه بين الجميع على حقيقته وعرفنا من يتعاملنا معنا برياء .. واظن بعد أن وضعنا جميعا فى هذا الأمتحان الصعب عرفنا قيمة حياتنا بجد وعرفنا جيدا قيمة انفسنا فلا تضيعوا الباقى من عمركم مع من لا يقدركم ومن يتعسكم فحياتكم أغلى بكثير من أى احد لا يعمل على اسعادكم وعلى الحفاظ عليكم .. حبوا نفسكم حب النفس ليس أنانية حب النفس تقدير للهبة التى منحنا الله اياها .
وفى النهاية أدعوا الله أن يرحمنا ويعفوا عنا ويرفع عنا البلاء والوباء .. ويحفظكم لأحبابكم .