ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله للدين به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهي والسدرة العصماء
أمير الشعراء …أحمد شوقي
وأفضل منك لم تر عيني وأحسن منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءا من كل عيب كأنك خُلِقْتَ كما تشاء
حسان بن ثابت
وقال عن مولده عمه العباس ـ رضي الله عنه ـ :
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ
فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ فِي الضِّيَاءِ وَسُبْلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
كان الناس في مكة قبل بعث النبي يعيشون في ظلمات الشرك والجهل، وقد أخبرنا الله ـ عز وجل ـ عن أحوالهم قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال ):هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
}الجمعة الآية: 2{
كانوا قوماً أهل جاهلية، يعبدوا الأصنام، ويأكلوا الميتة، ويفعلوا الفواحش ، ويقطعوا الأرحام، ويأكل القوي منهم الضعيف،
حتى بعث الله منهم رسولاًمعروف لهم نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، بشهادتهم أنفسهم، فدعاهم إلى الله ليوحدوه ويعبدوه، وترك ما كانوا يعبدوا وآباؤهم من دونه من الحجارة والأوثان، وأمهم بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحُسن الجوار .
فميلاد نبينا وحبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أهم حدث في تاريخ البشرية منذ أن خلق الله الكون، إلى أن يرث الأرض ومن عليها، وقد وُلِدَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، في عام الفيل .
وقد وقعت يوم ولادته المباركة أحداث عجيبة ، فقد وُلِد مختوناً مقطوع السرة، وهو يقول: ” اللّه أكبر والحمد للّه كثيراً، سبحان اللّه بكرةً وأصيلاً ” كما تساقطت الاَصنام في الكعبة على وجوهها، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، وانكسر إيوان كسرى، وسقطت أربعة عشر شرفة منه، وانخمدت نار فارس التي كانت تعبد ، وجفت بحيرة ساوة ..
وكان إبليس – لعنه الله – يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما وُلد رسول الله – صلّى الله عليه وآله – حُجب عن السبع كلها ، ورميتْ الشياطين بالنجوم.
ولم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملِك مخرساً لا يتكلّم يومه ذلك ، وانتُزع علم الكهنة ، وبطُل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنةٌ في العرب إلا حُجبت عن صاحبها ، وعظُمت قريش في العرب ، وسُمّوا آل الله عزّ وجلّ .
وهدفت هذه الاَحداث الخارقة والعجيبة إلى أمرين موَثرين هما :
1- تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من أحوال، فيتساءلون عن الاَسباب التي دعت إلى ذلك لعلهم يعقلون.
إذ أنّ تلك الاَحداث كانت في الواقع تبشر بعصر جديد هو عصر انتهاء الوثنية وزوال مظاهر السلطة الشيطانية واندحارها..
2- تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه ليس عادياً، بل هو كغيره من الاَنبياء العظام الذين رافقت ولادتُهم أمثالَ تلك الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة.
3- تبقي ذكراه العطرة مصحوبة بسيرة تلك الأحدث حتى يستشعرها العامة في كل العصور ويتفكروا في امره.
دامت لنا ذكراك العطرة يا هادي الإنسانية يا من ارسلت رحمة للعالمين ( عالم الجنس والجن) او للعالمين (عالم الانسان والحيوان ) وكل عام وجميع العوالم بخير إجلالا لذكري ميلادك العطرة.