عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة سلسلة اجتماعات مع البعثة الفنية الأولى للأمم المتحدة المعنية بتنظيم مؤتمر المناخ COP27 لعام ٢٠٢٢ ، لبحث الموضوعات المتعلقة بالأمور اللوجستية والأمنية تمهيدا لاستضافة مصر للمؤتمر، وذلك بمشاركة السيدة ايلينا بانوفا المنسق المقيم للبرنامج الأنمائى للأمم المتحدة في مصر وممثلين عن وزارتي الخارجية والبيئة والجهات المعنية أعضاء بعثة الأمم المتحدة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال لقائها بالبعثة أن قرار مصر بطلب تنظيم المؤتمر جاء نتيجة تشاور وتنسيق داخل مجلس الوزراء ايمانا بأهمية قضية تغير المناخ على المستويين الوطني والدولي وتعبير عن حجم الالتزام السياسي المصري نحو ملف تغير المناخ بشكل عام، وأهميته في الوقت الذي يعاني العالم فيه من تداعيات جائحة كورونا.
وأشارت وزيرة البيئة إلى ان تنظيم واستضافة مؤتمر المناخ هو فرصة عظيمة لأي دولة تهتم بمواجهة آثار تغير المناخ واتخاذ خطوات حقيقية نحو ذلك، كما أنه حان الوقت للقارة الأفريقية لاستضافة هذا الحدث الهام، ولتستمر مصر في شراكتها الممتدة مع الأشقاء الأفارقة في أنحاء القارة لمواجهة تحدي تغير المناخ واستمرار العمل بصوت واحد، واستكمالا لما بدأناه في ٢٠١٥ خلال إعلان اتفاق باريس للمناخ، حيث كانت مصر تتولى رئاسة وزراء البيئة الأفارقة (الأمسن) فعملت على توحيد الصف والصوت الأفريقي قبل المشاركة في اتفاق باريس، والعمل على اعلان المبادرتين الافريقيتين للطاقة المتجددة والتكيف مع آثار التغيرات المناخية خلال مؤتمر باريس لتلبية متطلبات واحتياجات أفريقيا.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن خبرة مصر في تنظيم الأحداث العالمية تجعلها تدرك ما يميز مؤتمر المناخ تنظيميا من ناحية الكم والكيف، وأهمية خلق إلتزامات سياسية نحو مخرجات المؤتمر ليحقق النجاح المطلوب، لذا تحرص مصر على البدء مبكرا في الإعداد لاستضافة المؤتمر من خلال التعاون الوثيق مع سكرتارية اتفاقية تغير المناخ والأمم المتحدة وكافة الشركاء للعمل على التغلب على أية تحديات أو معوقات قد تعطل تلك الاستعدادات والخروج بمؤتمر ناجح يحقق الهدف المرجو منه.
وفيما يخص اختيار مدينة شرم الشيخ لإقامة المؤتمر، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن ما احتضنته هذه المدينة الساحرة من مؤتمرات وفعاليات دولية وإقليمية ومحلية، ومنها مؤتمر الاطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي COP 14، يجعلها مؤهلة لاستضافة مؤتمر المناخ COP27 مع ضخامته من حيث كم المشاركة ونوعها.
وقالت الوزيرة “نحن فخورون بالتقدم لطلب استضافة المؤتمر نيابة عن أفريقيا، وسنعمل معا بجهود حثيثة على إنجاح هذا المؤتمر، كعهدنا دائما في التعاون مع سكرتارية اتفاقية تغير المناخ وكافة رؤساء مؤتمرات المناخ السابقين”، مؤكدة أن مصر في جميع الأحوال ستظل تعمل جاهدة على دعم جهود مواجهة تغير المناخ والوصول لاجراءات فعلية للتكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ، فالقيادة السياسية المصرية تؤمن بأن مصر باعتبارها جزءا هاما من المنطقة العربية والقارة الأفريقية لابد أن تلعب دورا محوريا في العملية العالمية لمواجهة آثار تغير المناخ.
ومن جانبها، أشادت السيدة لورا لوبيز رئيس إدارة المؤتمرات بالأمم المتحدة بالجهود المبذولة لتيسير مهمة البعثة، حيث تم عرض ملف متكامل عن ملف مصر لتغير المناخ وجهودها واستعدادات تنظيم مؤتمر المناخ لعام ٢٠٢٢، خاصة بعد المستجدات التى طرأت على تنظيم مؤتمرات المناخ بعد جائحة كورونا، فالنسخة القادمة من مؤتمر المناخ COP 26 والذي سيقام في نوفمبر القادم ستكون مختلفة نتيجة تطبيق الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المشاركين في هذا الحدث الضخم.
وأعربت السيدة ايلينا بانوفا المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى في مصر عن مشاركتها في الإعداد لهذا الحدث الهام، وأهمية استضافة مصر له وما سيمثله لأفريقيا والدول النامية بشكل عام، خاصة في ظل جهود مصر سواء في ملف تغير المناخ أو التنوع البيولوجي، والعمل على الربط بينهما لتصبح الفرصة سانحة لها لتدعيم هذا التوجه من خلال مؤتمر المناخ، ورحبت بالتعاون مع الدولة المصرية بتقديم الدعم الفني اللازم وتحديد الأولويات وتنظيم الفعاليات والأنشطة.