بقلم: لزهر دخان
روسيا وتركيا بعدما شهدت العلاقات بينهما حالة جمود كبير وخطير في أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية من طرف الدفاع الجوي التركي في منتصف العام 2016 م . وكانت حصيلة تلك الحادثة من الأوراح .وفاة الطيار الروسي . عادت العلاقات بينهما في زمن ما بعد إنقلاب عسكر تركيا الفاشل .الذي كان هو أيضاً في منتصف يوليو تموز 2016 م . عادت لتصبح مرة أخرى علاقة مميزة بكثرة المشاريع .التي باشرها كل من بوتن وأردوغان بنفسيهما . وتعتبر هذه المشاريع كبيرة وفعالة وتلخصت في الأساس في عملية إعادة المياه إلى مجاريها بين روسيا وتركيا . وتم للرئاستان ما أرادا عن طريق تبادل الزيارات والمكالمات الهاتفية إلى أن حل العام 2017 م والروس والأتراك أأمن من السابق بكثير .
وبينما روسيا وتركيا منهمكتان في إعادة الحياة إلى مشروع الحياة بالنسبة لهما وهو مشروع السيل التركي الذي يعتبر المشروع الأضخم في تاريخ مشاريع نقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى روسيا . ألمت بروسيا فاجعة . عندما قتل الشرطي التركي ميلود ألطنطاش السفير التركي إنديه كارلوف . الذي كان يحضر حفلة في مركز ثقافي روسي في أنقرة كانت تقدم حفلاً بعنوان الروس في عيون الأتراك .. وكان الحفل مناسبة لعرض لوحات تشير إلى سبب وجود السفير القتيل بين الحضور .
حادثة ديسمر لم تأثر كثيراً في العلاقات الروسية التركية .وعادت الأمور كما كانت مرة أخرى . وواصلت الدولتان القتال جنباً إلى جنب في سوريا وضد الإرهاب وللمرة الأولى . وقام الطيران الروسي والتركي بغارات مشتركة على مواقع داعش في الباب السورية .وما زال لغاية الأن ينفذ بعض الغارات من حين إلى أخر . كما أن للروس والأتراك فضل كبير في إعداد إجتماعات النظام والمعارضة في سوريا. التي كانت في أستانا عاصمة أوزباكستان .
واليوم تريد كل من موسكو وأنقرة مواصلة العمل المشترك بينهما من أجل مساعدة سوريا . فقررا إرسال وفد برلماني مشترك في زيارة رسمية إلى سوريا .
قسطنطين كوساتشيف هو رئيس اللجنة الدولية في مجلس الإتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) وكان خلال لقائه في يوم الثلاثاء31 يناير/كانون الثاني 2017م في موسكو مع السفير التركي لدى روسيا السيد حسين لازيب دير أوز.قد فكر في طرح هذه المبادرة عليه ..الأمر الذي أكده بيان رسمي
وعن المكتب الصحفي لمجلس الإتحاد بهذا الصدد وفي بيان رسمي أنه قال (: “تحدث قسطنطين كوساتشيف (للجانب التركي) عن نتائج الزيارة المشتركة إلى سوريا مع نواب من البرلمان الأوروبي، وعرض دراسة تنظيم زيارة مماثلة إلى الجمهورية العربية السورية للبرلمانيين الروس والأتراك”.)
وتحدث نفس البيان عن ما قام به نواب من أوربا زاروا سوريا وهم من إيطاليا ولاتفيا وإستونيا . كانوا قد زاروا مع وفد نيابي من مجلس الإتحاد الروسي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وسبقهم وفد مخاراتي إيطالي رفيع المستوى يترأسه رئيس المخابرات الإيطالية .
و حسب ما قالته رئيسة مجلس الإتحاد الروسي السيدة فالينتينا ميتفيينكو. فقد كانت تلك الزيارة بمبادرة من البرلمانيين الأوروبيين. وتم خلالها عقد لقاء بين الوفد المشترك والرئيس السوري بشار الأسد . وإطلاع النواب على عمل المركز الروسي في قاعدة حميميم الخاص بمصالحة أطراف النزاع في سوريا. المركز الذي أسسته روسيا في قاعدة حميميم الجوية السورية ومن بين مهامه الحالية التحرك من أجل بناء الهُدن والحفاظ عنها . وهي واحدة من أكبر مهامه التي كان وما زال يٌشرف عنه . ويعرف عن المركز أنه تعرض لتحليق مكثف وعن قرب. من طائرات بيسدو التجسسية الأمركية . وهذا كان طوال العام 2016 م .
أما الذي أصبح يُعرف عن المبادرة الجديدة الروسية التركية البرلمانية فهو ما لقته مثلاً في تركيا من ترحيب من قبل أكبر الأحزاب فيها .
محمد أردوغان هو رجل تركي كما أنه عضو حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في البلاد وفي في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية و تعليقاً على إقتراح كوساتشيف قال ( إن إجراء هذه الزيارة قد يتم بحثه في الاجتماع المرتقب للجنة الصداقة بين البرلمانين الروسي والتركي.)
وأضاف عضو حزب “العدالة والتنمية” محمد أردوغان ( “من الممكن أن نقوم بزيارة مشتركة مع النواب الروس إلى سوريا إذا كانت تسهم في إحلال السلام هناك والحفاظ على وحدة البلاد وأراضيها”.)
“حزب الشعب الجمهوري” بدوره كانت له إشادة بالإقتراح الروسي حيث قال المتحدث باسمه وهو السيد أوغوز خان صالحي إن (“هذه الخطوة ستخدم تحقيق السلام” في سوريا.)أما “حزب الشعب الجمهوري “فهو السيد رقم إثنين في أحزاب تركيا الحاكمة
( “لم نبحث، على مستوى الحزب، مسألة الزيارة المشتركة مع النواب الروس إلى سوريا، لكن حزب الشعب الجمهوري لا يستطيع أن يعطي ظهره لأي مبادرة قد تصب في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في سوريا، الأمر الذي يعد شرطا أساسيا لإحلال السلام في تركيا ذاتها”.) الكلام لصالحي عضو لجنة الشؤون الدولية في البرلمان التركي