” القصيدةُ الزينبيّةُ ” ( هى كنز حكم إنسانية ) ” قالوا عنها قصيدة كل بيت فيها يعادل كتابا وهى تعد واحدة من أشهروأروع وأجمل قصائد المواعظِ والمدائحِ جاءت على قافيةِ الباء، تعدت أبياتُها الستّينَ بيتاً، جاء مطلعها :
ولذكرِ زينبَ في مطلعِها عُرفَت بالقصيدةِ الزينبيّة وقد نُسبَها البعض لأميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام)، وأُدرجَت في بعضِ الطبعاتِ مِن ديوانِ الإمامِ (عليهِ السلام) غيرأن أكثر من محقق خالف هذا الرأى لأن نسبتها إلى أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) لم تصحَّ
والظاهرُ أنّ هذهِ القصيدةَ للشاعرِ صالحٍ بنِ عبدِ القدّوسِ الأزديّ أما ما يشهدُ لصحّةِ نسبتِها لابنِ عبدِ القدّوس” أنّه جاءَ في وسطِ القصيدةِ هذا البيت:
وإذا طمعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلّة * فقد كُسيَ ثوبَ المذلّةِ أشعبُ
” وأشعبُ ” عرف بصاحبُ النوادرِ والظرائف، يُضربُ به المثلُ في الطمع، يقالُ له: « أشعبُ الطامع »، المُتوفّى سنةَ (154هـ)، وهوَ معاصرٌ لصالحٍ بنِ عبدِ القدّوس،
* وذهب باحث إلى أن هذه القصيدة جاءت على نفس الوزن والقافية لقصيدة لـ”على بن ابى طالب کرم الله وجهه”يخاطب فيها ابنه الحسين ويعظه، بل أن قصيدة “على بن ابى طالب ” کانت هى الملهمة لـ” صالح بن عبد القدوس ” لإنشاء قصيدته
أما شاعرنا ” صالح بن عبد القدوس ” فهو شاعر عباسي كان مولى لبني أسد. كان حكيماً متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مناظرات عدة مع أبي الهذيل العلاف
واشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، يدور كثير من شعره حول التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الأخلاق، وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس
* اتهم بالزندقة وقتل بها؛ قيل إن الخليفة المهدي العباسي قتله وقيل أيضاً أن هارون الرشيد قتله وصلبه على جسر بغداد.
كتب قصيدة كل بيت يعادل كتابا وهي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدوله العباسيه .رغم أنها بدأت بالمقدمة الغزلية إلا أنها ليست من نوع القصائد الغزلية، بل أبياتها كلها في الحكمة والزهد ومحاسبة النفس. فقال :