منذ القدم ومصر لحمة واحدة ، منذ القدم ومصر لاتعرف التفرق ، ولا التشرذم ، فمصر مهبط الأنبياء جميعهم ، ومهبط الرسالات ، فهى لاتعرف التفرق على اساس الدين ولا العرق ، والتاريخ القديم بل والحديث يثبت ذلك .
حاول أعداؤها بشتى الطرق تفرقة شعب مصر ، لكن خاب مسعاهم ، وبطلت حيلتهم ، وتحطمت أمانيهم على جدار اللحمة المصرية لشعب عريق ، عراقته من عراقة بدء الخليقة .
وحاول أعداء الأمة فى عصرنا الحاضر تفرقة الشعب المصريين على أساس عرقى ، أو مذهبى ، أو دينى ، لكن تحطمت أحلامهم ، وأمانيهم على جدار لحمة المصريين .
ومن يرى مصر أمس ، أو أول أمس ، أو اليوم يعرف ذلك ، فأنت لاتعرف من المسلم من غير المسلم ، فالكل يتزاور ، والكل يحتفل ، والجميع فى الكنائس ، الكل فى عيد القيامة .
ثم بعد يوم ستجد الجميع يحتفل أيضا بعيد شم النسيم ، العيد الذى هو فى الأصل كان عيدا احتفل به الفراعنة .
وبعد ايام يعيش الجميع مظهر من مظاهر الايمان ، والصيام ويحتفلون بقدوم شهر رمضان ، وتجد غير المسلم لايفطر الا بعد آذان المغرب مع المسلم ، وتأخذك الحيرة والدهشة من تلك الروعة ، ولكن من يعرف المصريين لايندهش ، لأنهم واحد فى كل شئ .
فالمصريون يعرفون أن مصيرهم واحد ، ويأكلون من نبته واحدة من أرض مصر ، ويشربون من ماء واحد من نيل مصر ، ويعرفون أن عدوهم واحد ، وقلما تجد ذلك فى أى مجتمع غير المجتمع المصرى .
وستظل مصر هكذا كما نعرفها ، ولن يفرقنا أحد ان شاء الله