كتب /احمد بن غزي
بكين أول ديسمبر 2017 (شينخوا) نفي محمد عمر العجيلي، نائب السفير الليبي لدى الصين، حدوث عمليات اتجار بالبشر ممنهجة على الأراضي الليبية، قائلا إن ما نشر في وسائل أعلام أجنبية مؤخرا عن عملية إتجار بالبشر لعدد من المواطنين الأفارقة في ليبيا ” لم يثبت صحته أو أنه عمل ممنهج”.
وقال العجيلي يوم الخميس على هامش مؤتمر صحفي ” هذا ليس عملا ممنهجا أو سلوكا جماعيا. حتي لو حدثت مثل هذه العمليات، فإنها تبقى تصرفا فرديا وسينال مرتكبوها العقوبات التي يستحقونها وفقا للقانون الليبي”.
وكانت شبكة ((سي أن أن)) الإخبارية الأمريكية نشرت الأسبوع الماضي، تحقيقا حول ما قالت إنه مزاد لبيع مهاجرين في ليبيا. وتضمن التقرير مقطع فيديو التقط خلسة في أحد المراكز السرية للمهاجرين، يظهر عددا منهم وهم يباعون في مزاد علني من قبل مهربين للعمل كمزارعين، ما أثار غضبا دوليا.
وأضاف العجيلي أن السلطات الليبية المختصة فتحت التحقيقات فيما نشرته وسائل الإعلام حول وجود “سوق للرقيق” في البلاد ، يباع فيه مهاجرون غير شرعيين من خلال مزادات، وإلى حين ظهور نتائج هذه التحقيقات، فإن “ليبيا تؤكد على أنه فى حال حدوثها فهي تبقى تصرفا فرديا سينال مرتكبها العقوبة التى يستحقها وفقا للقانون الليبي وليست عملا ممنهجا أو سلوكا جماعيا”.
وتابع أن تعاليم الين الإسلامي وقيم وتقاليد وأعراف الشعب الليبي والقوانين الوطنية الليبية ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان جميعها تجرم الاتجار بالبشر وتشدد على حسن معاملة المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، وتلتزم ليبيا بكل هذه التعاليم والتقاليد والقوانين والمبادئ والاتفاقيات والمواثيق.
وأكد العجيلي أن بلاده ترفض انتهاج بعض الدول لسياسة الكيل بميكيالين إزاء بلاده ، مشيرا إلى أن هذه السياسة تثير المخاوف لدى الشعب الليبي بشأن أهداف ومآرب هذه الدول.
وذكر أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية ظاهرة عالمية تستوجب جهود وإمكانيات دولية، مضيفا أن ليبيا بادرت منذ سنوات عديدة بالمطالبة بإنتهاج سياسات ناجعة تقضي على الجهل والفقر والأمية وترفع مستويات التنمية البشرية المستدامة في دول المصدر، وأن ليبيا لا تعد هدفا في حد ذاته بالنسبة للأفارقة بل جسرا للعبور إلى أوروبا، كما أنها ” الأكثر تضررا من جراء هذه الظاهرة التى تشكل أيضا خطرا حقيقيا على أمنها ونسيجها الاجتماعي وعبئا على اقتصادها”.
وأوضح العجيلي أن النيجر ومالي وغانا وزامبيا نفت أيضا وقوع أي من مواطنيها المقيمين في ليبيا ضحية لهذه المزاعم.
وثمن العجيلي غاليا موقف الصين تجاه دولة ليبيا، والذي عبر مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن المخصص لبحث هذه المزاعم يوم الثلاثاء الماضي بنيويورك.
وكانت وزارة الخارجية الليبية قد أعلنت في بيان أصدرته يوم 19 نوفمبر عن رفضها واستهجانها لمثل هذه الممارسات الإنسانية التي لا تتفق مع ثقافة وتراث الشعب الليبي وأكدت أن ما نشر في وسائل الإعلام في هذا الشأن يخضع للتحقيق من قبل الأجهزة المعنية واذا ما ثبتت هذه المزاعم فستتم معاقبة المتورطين.
ودعت المجتمع الدولي إلى التكاتف بروح من المسؤولية والتعاون المشترك لمساعدة ليبيا بتبني معالجة فعالة لأسباب الهجرة.
ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بحاكم ليبيا الراحل معمر القذافي في عام 2011، أصبحت ليبيا محط اهتمام معظم المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء الراغبين في الوصول إلى أوروبا.