نجحت أخلاقى فخابت آمالى
بقلم هشام صلاح
هى تجربة صادقة عايشتها عن كثب مع قيادات اختلفت أهدافها وتباينت مشاربها
حتى أن بعضهم قد أظلمت بل غابت ضمائرهم ، فصار حالهم ما بين عابد ناسك
لمنصبه ، وآخر عشق الكبر حتى صار رداءه ، وثالث وآخرمشغول بما له عما عليه
وجد فيه الملاذ والملجأ لتحقيق أطماعه وملذاته
وكأنى أنظر فيهم قوله تعالى : ” ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )
أما أولهم فهو العابد الناسك لمنصبه ، فذلك الذى جعل منصبه محرابه ومسجده فهو
ساع إليه نهارا ، قائم فيه ليله خشيه أن يفارقه فتراه دائما شاخص البصر مشوه الفكر
متذبذب قراره – فخاب سعيه ومسعاه
أما ثانيهما فهو المشغول به حتى صار عباءته ورداءه ، فذلك هو المفتون به حد العمى
فهو إذا سار أو مشى بين مرؤسيه لم يرى فيهم إلا عبيد إحسانه فهو رب الفضل والخير الذى
سيغدقه على من يدينون له بالولاء وهو رب المنع والسخط الذى سيصبه على من
يخالفوه – فخاب سعيه ومسعاه
وثالثهم الطامع اللاهث خلف ملذاته ، فهو ذلك الذى آمن بأن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة أنه
مغادر ومفارق لمنصبه لامحالة لذا كان كل شغله الشاغل أن يجمع ما يستطيع جمعه وأن يستغل
كل ما يمكن استغلاله ليحقق الفوز الأكبر – فخاب سعيه ومسعاه
قد يقول قائل : – وماذا حققت أنت بقربك منهم !؟
والجواب اجمله فى عبارة صغيرة هى ” نجحت أخلاقى فخابت آمالى “
نعم فقد سنحت لى بقربى منهم كل الفرص لاحقق آمال أقل ما يقال عراض حتى أننى لو طلبت من
أحدهم ما طلبت لأجابنى —– لكن ويشهد الله أننى آمنت بأنه ما سخر لى هذا القرب إلا
ابتلاءا واختبارا – أاشكر أم أجحد ! – أيضل سعى أم أكون من الفائزين
فتكشفت أمام عينى الحقائق ولم يغشانى بقربهم ما غشيهم ، فالحمد كل الحمد لله
أبت أخلاقى أن تخضع لرغباتى ،فعلمت أن الامال والمطامع مهما تحققت فهى إلى زوال أما
فضائل الأخلاق – وإن عزت على البعض – فهى ما سيدوم من السيره وما يؤجر عليه يوم الحساب فكان قرارى
” لأنجحن بأخلاقى ولو خابت آمالى “
<img class="j1lvzwm4" role="presentation" src="data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />نجحت أخلاقى فخابت آمالى