كتب خالد شاطر
تهب بشاير الخير تهل من الجنوب مع وصول أولى قطرات فيضان النيل الى الحدود المصرية الجنوبية وبعد مرور عام من القحط المائى لم يشعر به المواطنون حيث سجل فيضان العام الماضى أقل فيضان حدث لنهر النيل منذ 100 عام، ووصل مخزون المياه فى بحيرة السد العالى الى 200 مليار متر مكعب من المياه فقط. ويؤكد الخبراء أن هطول الأمطار بغزارة على النيل الأزرق بالسودان يؤكد أن الفيضان أعلى من المتوسط.
يقول المهندس احمد فؤاد اسماعيل رئيس هيئة السد العالى أن السنة المائية تبدأ أول اغسطس من كل عام، حيث تبدأ مياه الفيضان فى الوصول الى بحيرة السد العالى وهناك سيناريو معد لاستقبال مياه الفيضان هذا الموسم والتى نأمل أن تكون بشاير خير لمصر كلها.
بعثات وفرق عمل وزارة الرى المقيمة بالسودان سجلت هطول الأمطار بغزارة على النيل الأزرق الذى يمد مصر بحوالى 85 % من حصتها المائية، والتى تبلغ 55.5 مليار متر مكعب وتبدأ المياه رحلتها من النيل الأزرق الى أسوان لتصل بعد 15 يوما وتوقعت البعثة وفريق العمل أن حجم الفيضان كبير وأن المخزون القادم قد يكفي لمدة 3 سنوات.
ومع بداية شهر أغسطس بداية العام المائى الجديد بدأت وزارة الرى إعلان حالة الطوارئ وتجهيز سيناريو لاستقبال الفيضان الجديد الذى استعدت له هيئة السد العالى قبلها بشهور، من خلال إجراء أعمال الصيانة لبوابات السد العالى والتأكد من عملها بكفاءة، مع تأكيد أن السد العالى بمنشآته مصمم لاستقبال أعلى الفيضانات مهما بلغ حجم المياه القادمة من الجنوب وحتى وصول السعة الحية للبحيرة للامتلاء عند منسوب 175 مترا، كما ان مفيض توشكى الذى انشئ عام 1982 بتكلفه بلغت 48 مليون جنيه قادر على استيعاب أكثر من 100 مليار متر مكعب من المياه فى حالة الفيضان العالى «الاستثنائى» الذى قد يهدد السد العالى ومنشآته، وعند وصول المنسوب الى أعلى من 179 مترا يتم التفكير فى فتح مفيض توشكى واستقبال المياه فى منخفضاته الأربعة.
ومنذ انشاء المفيض لم يتم فتحه وتشغيله الا مرة واحدة فى موسم عام 1996عندما بلغ فيضان النيل مداه وتم إنقاذ مصر من خطر مدمر بفتح قناة توشكى لتستقبل مياه الفيضان.
ويؤكد الخبراء أن السد العالى مازال يواصل العطاء لمصر وبحيرته فى البنك المائى لمصر كلها.