بقلم: وحيد القرشي
أصبحنا في زمن يطلق علي مهنة الصحافة والاعلام ,مهنة لمن لا مهنة له ,نجد الكثير يطلق علي نفسه الاعلامي والصحفي ,وهو لا يجيد القراءة والكتابة من بعيد او قريب,وحتي مؤهله الدراسي لا يؤهله لهذا المسمي وتلك الصفة ,والتي كانت تطلق علي شرفاء وعظماء هذا الوطن ,وكل الاوطان عبر العصور والازمنة ,في زمن أعطي الصحفي والكاتب حقه وقيمته ,مما قدمه من أبداع وقيم ,ظلت ثابتة وراسخة لوقتنا هذا ,أما في زماننا هذا كل شئ تغير ,المصلحة والمادة سمة وشعار كل شئ ,لم تعنيني القيم والمبادئ,لانها أندثرت في مجتمعاتنا العربية الهزيلة ,أصبح الاعلام سبوبة,ولا يهم ما يقدمه او يرسخه في عقول الشعوب والاوطان ,حتي من لديه مؤهل دراسي وقدرة علي الابداع في مجاله الصحفي والاعلامي ,يجد الكثير من الصعوبات التي تعوقه للوصول لهدفه المنشود ,ونجد أيضا الكثير من البشر أصحاب النفوس الضعيفة,يتربصون ويتصيدون له الأخطاء ليوقفوه عن تميزه وأبداعه ,وحتي الوصول لعضوية نقابة الصحفيين ,أصبح شئ صعب المنال وحلم كل صحفي في مصر ,ويحتاج الكثير من المال ,لا بد ان تدفع لكي تكون عضو في نقابة الصحفيين ,وتدفع المطلوب منك دون ان تتكلم او تتناقش في شئ,لان الكثير ينتظر هذه الفرصة ,لذلك أفتقدنا المهنية واصبحت كلمات تكتب فقط ,أصبح الكثير من الصحفيين وهم أعضاء في نقابة الصحفيين الام ,لا يجيدون القراءة والكتابة ,وحتي الصياغة الصحفية تحتاج الكثير من الوقوف والمراجعة ,وأتحدي من يغالطني في هذا الكلام ,لانه حقيقة وواقع ملموس في مجتمعات هزيلة لا تعرف قيمة العلم والتعلم ,لذلك أندثر المميزين في زمن أصبح كل شئ مادي ومن طراز أدفع تكن ,او سيب المكان لغيرك ,هذا هو النمط السائد ولن يتغير أبدا ,لان عقولنا وثقافتنا طبعت علي هذا النهج .
ذهبت في أحدي ايامي في هذه الدنيا ,مع صديق لمكتب الشئون الاجتماعية بالمحافظة ,لاستخراج بعض الاوراق الخاصة به,وجلست في الخارج أنتظره,وأذا برجل كفيف ومعه ابنه الصغير ,يجلس بجواري وبدأني بالحديث ,وتعرفنا ,وكان يدين بديانة المسيحية ,وسألني عن مجال عملي ,فقولت له انا صحفي,فقال لي ,مهنة الصحافة أصبحت سبوبة وليست رسالة كما كانت تدافع عن الحق ورفع الظلم وأعلاء صوت من لا صوت له ,وأستمر في حديثه ,وقال أبن اخي يعمل في مجالك هذا ,وعندما أراد ان يكون عضو في نقابة الصحفيين دفع مبلغ خمسون الف جنية للحصول علي كارنية عضوية نقابة الصحفيين ,وبعد ذلك فتحت له أبواب الرزق من كل مكان ,ودخله الشهري الان يزيد عن العشرين الف جنيه ,فقولت له ,ابن اخيك ,وجد الخمسون الف ,فالكثير من الصحفيين يفنون عمرهم في مهنة الصحافة ويلقون ربهم بقلب سليم ,قبل ان يكونوا أعضاء في نقابة الصحفيين ,بسبب القيود والظلم والتعامل بالماديات ,وبعد ساعة ونصف من حديث شيق وممتع ,تكلمنا في كثير من الامور ,أخذت رقم هاتفه المحمول,وهو كذلك ,وتركته علي خير ,وقولت في نفسي ,لا يوجد مستقبل في زمن لا يوجد فيه عدل ,في زمن لا يعرف فيه قيمة لعلم او متعلم ,حفظك الله يا مصر ,وحفظ الجميع من كل سوء