عاينت في تجربة الصراع مع مافيا الفساد والمصالح الكثير من الغرائب التي لا يصدقها إلا من له خبرة في العمل السري. وتقع تلك الأساليب والتكتيكات في إطار مايسمي الحرب النفسية التي تهدف الي تدمير المستهدف والقضاء علية معنويا ونفسيا وصحيا في الحد الأدني، وتصفيته جسديا في الحد الأقصى في حالات معينة إذا اقتضت مصالح هؤلاء المجرمين الذين يديرون تلك الشبكات السرية التي تحولت في مجموعها الي دولة موازية او بالتعبير القرآني “دولة بين الاغنياء”.
وقد اضحي من الضروري تعريف المجتمع بتلك الممارسات وتوعيتهم بكيفية التصرف عند التعرض لها. ومن واقع تجربتي فإنهم يستخدمون خطط واساليب شديدة الخبث وفوق مستوي تفكير السواد الأعظم من الناس، ولا يعيها إلا المدربين علي العمل السري.
وهناك مقولة شهيرة في أدبيات العمل السري : “كلما كانت الخطة غير قابلة التصديق … كلما كتب لها النجاح”، وهذا مايفعلونه معي ومع آخرين من المستهدفين من شبكات الطابور الخامس وشبكات حماية مافيا الفساد والمصالح.
فعلي سبيل المثال لا الحصر، فإن من بين ما تعرضت له، محاولة لاشاعة فكرة إنني أمارس “التدمير الذاتي” للتمويه علي ما يدبر لي في الكواليس من أفعال قذرة علي سبيل الحرب النفسية والمعيشية بوسائل يصعب رصدها واثباتها. فعلى صعيد العمل المهني، تعرضت منذ أغسطس 2016 وحتى الآن لعملية إفساد ممنهج لأي جهد لي على صعيد ممارسة اي عمل مشروع، فضلا عن محاصرتي بسيل من العروض المحكومة والموجهة من جانبهم والتي تلقى في طريقي بما يخدم خطتهم في السيطرة والتركيع، وهو ما لم يحدث ولن يحدث ان شاء الله. وغالبا مايتم ذلك باغراق الشخص المستهدف في طوفان من البدائل أهمها :
– فرص مفخخة : تعرض علي المستهدف علي امل ان يسقط في الفساد، وبالتالي يصبح فرد من أفراد العصابة
– عرض فرص غير لائقة : تعرض بأمل الرضوخ والقبول بعرض لا يليق بالسن والكفاءة والسيرة الذاتية
– فرض وهمية : تعرض علي المستهدف لتضييع الوقت والمال وبث اليأس، أو دفعه لرفض تلك الفرص الوهمية أو المفخخة، ومن ثم نشر فكرة قذرة انه لا يرغب في العمل، وبالتالي يفقد تعاطف الناس ويتحول من ضحية الي جاني يمارس التدمير الذاتي لنفسه وبنفسه.
– اغلاق كل طرق الوظيفة لدفع المستهدف دفعا لممارسة عمل حر يتحقق من خلاله إفساد وتلويث المستهدف والحاقه بمنظومة الفساد والمصالح، فإن لم يسقط في هذا البئر يتم تدميره بأي بديل مناسب.
فضلا عن وسائل اخري ينفذها شياطين ومرتزقة شبكات التنظيم السري لعنهم الله أجمعين.
ويتم تنفيذ ذلك في إطار توزيع أدوار محكم بين أطراف متعددة خاضعة لسيطرة من بيده خيوط العصابة. والهدف النهائي لهذه الحرب النفسية الاحترافية هو التدمير و القتل البطيء، دون ان يشعر الناس أنه تم قتله نفسيا ومعنويا وصحيا، ومن ثم تصفيته جسديا إذا لزم الأمر. فلا تصدقوا هؤلاء الشياطين الافاقين الذين احترفوا النهب واعتادوا إيذاء من يعترض طريقهم بكل خسة ووضاعة. وقد كانت آخر ضحاياهم في وزارة البيئة هو المرحوم الزميل العزيز د. محمد جمال زينهم مدير عام المعمل المركزي الأسبق الذي توفاه الله منذ ايام قليله بعد معاناة طويلة مع نفر من هؤلاء المجرمين. وقد تعرض للكثير من التنكيل والتكسير بكل خسة وجبروت لمجرد أنه اختلف مع أطراف معينة لعصابة الفساد يوما ما، فانهالوا عليه تنكيلا حتي دمروا حياته المهنية والشخصية وتدميرا لعدة سنوات، حتي اضطر الرجل في سنواته الأخيرة الي العمل في شركة أمن وهو الحاصل علي الدكتوراة. وأن شاء الله لن نترك حقه وحق كل مظلوم من ضحايا هؤلاء المجرمين.
وعلي النقيض من التنكيل بمثل هذا الكادر الفني – رحمه الله – بشكل غير انساني وبصورة تخرج عن حدود العلاقات الوظيفية وتدخل في باب ممارسات عصابات الجريمة المنظمة، يتصدر مجموعة من الفاسدين والمفسدين والمخربين المشهد في وزارة البيئة حاليا ويحصلون علي درجة “مستشار ا ومستشار ب” بهدف خلق طبقة عليا بالوزارة من “المخربين والمفسدين والامعات او انصاف الجهلاء” يسيطرون علي مفاصل تلك الوزارة المنكوبة بتنظيم غير رسمي يعمل لحساب قيادات مخربة تدير الوزارة بالريموت كونترول من الخارج، فيما يسمي في علم الإدارة بالتنظيم غير الرسمي، ويسمي في أدبيات الإعلام والسياسة بالحكومة الخفية او الدولة الموازية او الدولة العميقة او الطابور الخامس.
ورغم كل هذه الجرائم، فسيظل الله وحده هو من بيده مقاليد الامر، ولا يملك بشر كائنا من كان ان يعطل او يمنع شيئا عن بشر إلا بإذنه تعالى. ولا ننسي القاعدة الإلهية الحاكمة لحركة البشر وهي أن المكر السيء يحيق حصريا بأهله دون غيرهم، وعلى الباغي ستدور الدوائر ان شاء الله.
مهندس حسام محرم
المستشار الأسبق لوزير البيئة المصري