بقلم هشام صلاح
كنا قد عرضنا عبر صفحتنا لمشكلة تلك الأم البسيطة التى تخلى عنها زوجها تاركا خلفه ثلاثة أبناء فى سن الزهور شاءت إرادة الله أن يكون اكبرهم وبعد زرع كلى وعدم استجابة جسمه لها ممن يواجهون اسبوعيا رحلة المعاناة مع الغسيل الكلوى أما الثانية والتى لم تر من الحياة إلا قسوة أقرب الناس لها – الأب – والتى تعانى مع اختها الثالثة قسوة الحياة بكلية واحدة بعد أن تم زراع كلى لها
وكانت مشكلة تلك الأم والتى أختبرتها الحياة فى أعز الناس لها أنها تريد نقل الأبناء الثلاث إلى مدرسة قريبة من الحجرة المتواضعة التى تسكنها بدار المسنين مع أبنائها حيث أنها وبعد التعقيدات الادارية التى واجهتها أثناء عملية النقل لم تجد غير باب الله لتتوجه له بدموعها قبل دعائها أن يقف معها وييسر لها أمرها – فكانت عناية الله
إذا بى استقبل مكالمة هاتفية من رقم مجهول فإذا بى أتحدث إلى سيدة لاأملك إلا أن اصفها بانها ملاك سخره الله رحمة بهذه الأسرة حيث تعرفت على مشكلة الأسرة وبدأت معى فى طرق كل باب بدءا من الوزير ثم وكيل الوزارة انتهاءا بكل مسؤول بتعليم الجيزة وبالفعل بجهدها وصدق مشاعرها ووقوفها إلى جانبى من اجل مساندة تلك الأسرة نجحنا معا والحمد لله فى إيصال نداء هذه الأم وتلبية طلبها بنقل الأبناء لمدرسة أحمد جاد جميل القريبة من مسكنها
ولا زالت تلك السيدة صاحبه المكالمة الهاتفية وأجدنى منصفا إن وصفتها بالأم والأخت والابنة المصرية الأصيلة التى تربت على قيم وتعاليم ديننا وآبائنا وطننا الحبيب تتابع معى حالة تلك الأم وأبنائها بالاتصال اليومى لمعرفة كل جديد يخص تلك الأسرة
وختاما لا أملك إلا الدعاء الخالص إلى الله أن يجزى تلك السيدة الفضلى التى هاتفتنى خير الجزاء عن عملها ومشاعرها الانسانية والتى لو كان الأمر بيدى لجعلتها نموذجا يدرس للمرأة المصرية الحقة
كما أتوجه بالشكر لكل السادة المسؤولين بالتعليم الذين استجابوا لنداء تلك الأم وساعدونا على نقل الأبناء و تخفيف بعض من معاناتها مع أبنائها الذين ندعوالله لهم بأن ينعم عليهم بالشفاء والبرء وان يخفف من الآلام التى واجهوها ويواجهوها