كتبت بشرى أبو شرار
إلى روح والدي الغائب الحاضر ” محمد أبو شرار ”
كلما اتجهنا صوب أسوارها , تنفلت يدي من قبضة يده , أعانق نسمات مقدسية , أطلق جدائلي للريح , أتقافز على درجاتها , خيوط الشمس تعانقني , أغزل منها جديلة , أنثرها على أحجار رخامية تلمع , تتوهج في عيني مواقيت الفرح , ألملم من نور قلبي عبق المدينة , أسرع الخطى لألحق به , تلهث أنفاسي , أصل اليه , أمسك بساعده , أضمه إلى ساعدي , يسكنني أمان الكون لحظة يلتفت نحوي , يصافحني بابتسامة , أنظر إلى قامته المديدة و نسمات مقدسية تداعب شعره , نصل معا إلى البوابة الخضراء , مسامير دقت عليها من زمن ” صلاح الدين ” يتدافع الناس من حولنا حيث المدينة العتيقة , أقف على عتبة ” باب العامود ” وكف يدي في كف يده , يحوطني بنظرته الحانية وأنا أنظر الرجل الوقف خلف صينيته المستديرة وعليها حلاوة السمسيمية , قابضا على سكينه بمقبض بلون صخور الجدار , مد يده يناولني قطعة الحلوى , تلقفتها براحة يدي , أضم أناملي عليها , أعبر البوابة , وفي فمي حبات السمسم غارقة في عسلها , تسبقني خطواته , وانا لاهية بما في يدي وما تراه عيني داخل أسوار المدينة , ألتفت من حولي , أرنو الى البعد , أراه يتوضأ ينوي الصلاة ….