زوايا جديدة ورؤية فريدة نحاول أن ندرك من بين ثناياها شئ جديد .
تلك الرؤية تطرح سؤالاً عاصفاً للذهن
لماذا كانت ليلة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من رجب ؟
حيث كان القمر في حال المحاق ؟
ظلام دامس ….وجدل حول تلك الرحلة تكون الإضاءة فيها عاملاً مساعداً على الأقل ليصف الرسول المسجد الأقصى أو يصف العير القادمة نحو مكة خلال ليالي معدودات .
الإسراء والمعراج معجزة حدثت والقمر في حال المحاق أي ظلام دامس ….!!
على عكس ليلة النصف من شعبان كان القمر فيها بدراً
وحدث فيها تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بعد ان صلى رسول الله نحو المسجد الأقصى قرابة 17 شهراً , تلك المدة التي تتلتقي مع عدد ركعات الصلاة المفروضة 17 ركعة في اليوم والليلة دون السنن .
هناك علاقة وطيدة بين القرآن المسطور وهو الكتاب الذي نتلوه ونتعبد به , والقرآن المنظور وهو الكون وأيضاً القرآن المستور في تجليات اسرار القرآن التي يهبها الله لمن شاء من عباده
ونحن عبر تلك الومضة النورانية نحاول ان نكتشف العلاقة على فضاءات كلاص من القرآن المسطور والمنظور والمستور بين رحلتي الإسراء والمعراج من جهة ومن جهة أخرى بين حادث تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام زعلاقة كلاهما وعمر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعلم ظلال الزوايا , فكرة جديدة لم تطرح من قبل على مائدة الفكر والذكر .
سورة الإسراء ترتيبها رقم 17 في ترتيب سور القرآن الكريم تماماً يتساوى هذا الترتيب مع عدد ركعات الصلاة في اليوم والليلة وكذلك مدة الصلاة شطر المسجد الأقصى 17 شهراً .
الرحلة بدأت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى , وهس رحلة عكسية لرحلة أبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلم , من المعروف أن إبراهيم الخليل كان عراقيا من العراق , وكانت رحلته إلى 3 محطات أساسية وهي (( القدس , ثم مصر , وتنتهي في مكة المكرمة )) رحلة إبراهيم الخليل وكأنها ترسي قواعد الشرائع والأديان الكبرى في العالم , المسيحية في بيت المقدس واليهودية في طور سيناء والإسلام في مكة المكرمة .
ورحلة الإسراء والمعراج هي تتويج وتأكيد لرحلة الخليل عليه الصلاة والسلام .
رحلة الإسراء كانت تحمل دلالات أرضية يمكن مناقشاتها بالعقل والمنطق , فإذا كنا نصدق رسول الله فيما نعلم أو يعلمه معاصروه , نصدقه أيضا فيما لا نعلم في رحلة المعراج .
وتاتي ليلة النصف من شعبان , القمر فيها بدراً كل شئ واضح ….ورغم الوضوح كان الجدل ولاسيما في موضوع تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام .
قال الله تعالى في سورة البقرة (( فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )) البقرة الأية 144
في ليلة النصف من شعبان حينما يكون القمر في وسط السماء يكون عموديا وبالتالي شعاع الضوء يقابل الأرض بزاوية عمودية = 90 درجة
أما ليلة الإسراء تكون زاوية الليلة = 27 درجة
وبطرح 90 ـــ 27 = 63 = عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما لاشك فيه أن المحور الأساسي المشترك بين ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان هو الصلاة , وأيضاً بينهما ورسول الله الصلاة .
• الأولى بعد الشهادتين:
لا يختلف مسلمانِ في ارتِقاء الصَّلاة إلى المرتبة الثانية في أركان الإسلام، وفي أنَّها الرُّكْن العمليُّ الأوَّل، حمل الأنبياء همَّها وأوْصَوا بها:
– فإبراهيم – عليه السلام – يدعو: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ ﴾ إبراهيم: 37 فالغاية الأولى هي إقامة الصلاة.
ويقول بعدها: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ إبراهيم: 40
• والله تعالى يمدح بها إسماعيل – عليه السلام -: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عَندَ رَبِّهِ مَرْضِياًّ ﴾ مريم: 54، 55
• وموسى – عليه السلام – يؤمَر بها في اللِّقاء الأوَّل: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ﴾ طه: 14
• والمسيح – عليه السلام – ينطق بها في مَهْدِه: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِياًّ * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ ﴾ مريم: 30، 31
• ولقمان يجعلها في مقدِّمة ما يوصي به ابنَه: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ لقمان: 17
• أمَّا الرَّسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقد كُلِّف بها هو وأمَّته عند سدرة المنتهى؛ لعلوِّ شأنِها وكبير ثوابها، ولم تُخصَّ فريضةٌ غيرها بهذه المنزلة.
• لقد اعتبرها الرَّسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – قرَّةَ عينِه: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرَّة عيني في الصلاة))؛ رواه الترمذي.
• وجعلها الله – تعالى – الصفة الأولى للمؤمنين المفلحين؛ {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} المؤمنون: 1، 2
وأخيراً , اقول العبقرية تكمن في طرح السؤال ….قراءة المعطيات المطروحة وطرح سؤال غير متوقع ربما يفتح لنا إضاءة جديدة في دنيا الفكر والذكر .
لابد أن نحاول الولوج بين القرأن المسطور والمنظور ربما يفتح الله علينا كنوز القرآن المستور والله تعالى أعلم والحمد لله رب العالمين .
محمد حسن كامل