بداية يجب علينا ان نعى جيدا طبيعة الحروب الحالية والمستقبلية حيث انتهت الحروب بمفهومها التقليدى المعروف لتحل مكانها حروب الجيل الرابع والخامس وبدأت ملامح الجيل السادس وحديثنا اليوم عن ” الميتافيرس ” :
نعيش اليوم في عالم الميتافيرس وهو عالم افتراضي معزز، يقوم على تجسيد صورنا بأشكال ثلاثية الأبعاد، مع إمكانية العيش فيه كأنك تعيش في العالم الواقعي مع اختلافات بسيطة،
وكانت الخطوة الأجرأ عندما تم تحويل الخيال العلمي إلى تقنية حقيقية عام 2021، عندما أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا، وبدأت تستثمر مليارات الدولارات لتحويل نفسها إلى شركة تركز بالأساس على تطوير ميتافيرس – وهي رؤية يقودها مؤسس الشركة ورئيسها مارك زاكربرغ
وفي هذا الإطاروبحسب علماء النفس والمُتخصصين في الصحة النفسية :
” فإن ثمَّة آثارًا نفسية خطيرة قد يُشكلها “الميتافيرس” على البشر، لا سيَّما في حال الانخراط فيه بشكل مُفرط، وذلك من قبيل الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية والوحدة والانفصال عن الواقع، فضلًا عن اضطرابات الصحة العقلية، مثل أمراض الذُهان والفصام والأوهام وجنون العظمة..
ويمكن أن نجمل مخاطرة فى /
– إمكانية التجسس على معلوماتك والبيانات السرية والهامة؛ نتيجة لعدم وجود ضوابط فعلية
– قد يعرضك شراء عقارات واراضٍ على الميتافيرس، للخسارة او النصب،
– انتشار التحرش الالكتروني سواء اللفظي او الجنسي، وبالأخص مع النساء
– الاغتصاب الالكتروني العلني في ميتافيرس،
* وهو ما حدث في الثاني من فبراير مع فتاة أمريكية حيث تعرضت للاغتصاب العلني على ميتافيرس وهي تستخدم إحدى المنصات الافتراضية من قبل مجموعة شبان، قالت عن تجربتها:
” انها في دقيقة كاملة تعرضت للتحرش اللفظي والجنسي من قبل 4 شباب فقاموا باغتصاب صورتها الرمزية او التجسيد الخاص به بشكل جماعي أقب ذلك إرسالهمتعليقات مسيئة “انها تعرضت بالفعل لصدمة مما حدث معها وكأنها تتعرض للاغتصاب في الواقع، نظراً لأن هذا العالم صمم بحيث لا يمكن للعقل او الجسد ان يفرقوا بينما يحدث فيه ويحدث في الحياة الواقعية، ما جعل استجابتها الفسيولوجية والنفسية للاعتداء عليها وكأنها حدثت بالفعل”. ..
حتى أن بعض الخبراء قد حذر من انتشار المحتوى المسيء والمحرض على العنف والعنصرية داخل الميتافيرس،.
ختاما : نجمل ما ذكرنا فى أنه يجب تأمين البيانات أحد أهم العوامل الرئيسية لبناء الميتافيرس وتهيئته ليكون عالما افتراضيا آمنا للمستخدمين، ولكن الواقع يقول أن ذلك غير مضمون أبدا، خاصة مع تأخر التحديث في القطاع القانوني والتشريعي لدى الحكومات، التي مازالت تحاول مواكبة عالم “السوشال ميديا”،