بقلم / كواعب أحمد البراهمي
نريد تطويره وليس تغييره . فلو كانت الدولة جادة في تطوير ماسبيرو ما كان وصل إلي هذا الحال . حاليا كثر الحديث من المختصين ومن غير المختصين عن هيكلة ماسبيرو , ولا أدري ماذا يدور حاليا , ولكنني أجد إهتمام من البعض وإستياء أو مهاجمة من البعض الآخر حتي من العاملين بالإذاعة والتلفزيون . وكثر الخوف علي ماسبيرو ,. وأنا شخصيا أخاف جدا علي ماسبيرو , لأنه الكيان الذي يعبر عن كل مصر ويتحدث بأسم الدولة علي مر العصور , ليس ما سبيرو هو المبني الجميل الذي يعد هو الرمز المعبر عن القاهرة مثل القلعة والهرم وفقط . لا ..بل ماسبيرو هو نبض الشعب علي مر الأجيال , هو المتحدث الرسمي بأسم الدولة , هو الذي سبق كل الدول العربية ,ونطق به الراديو وبث منه التلفزيون وسمعته وشاهدته كل الدول العربية . مستحيل أن يخضع ماسبيرو لما تخضع له الشركات أو المصانع من دمج أو إحلال وتجديد , أو خصخصة , لأن ما سبيرو خط أحمر . فهو لسان الشعب ولسان المواطن المصري بل والعربي من المحيط إلي الخليج . كل الثقافات العربية التي كان يستمدها الشعب المصري والوطن العربي كانت تأتي لهم عبر الأثير من ماسبيرو . مهما تغير الرؤساء لا تتغير توجهات ما سبيرو لأنه كما أؤكد هو ملك شعب مصر ويجب أن يظل لا تحكمه الأهواء ولا المصالح , فهو يضع مصلحة الدولة فوق كل شئ . ولكن يحدث الآن شيئا لا أحد يعرف بدقة ما هو ؟ ولا حتي العاملين بقطاع الإذاعة والتلفزيون يعرفون . ولكن ما يجب أن تفكر فيه الدولة هو تطوير ماسبيرو وذلك يكون بإختيار قيادات بناء علي كفاءات مهنية وفنية , وأن تكون تمتلك القدرة علي الإصلاح والتغيير . فإذا أردنا أن نطور ماسبيرو يجب أولا أن نختار قيادات تنمي الأداءالعام والمهنية والذوق العام , وأن يكون دورها البناء والتجديد وليس الجمود
. فمعظم مذيعي القنوات الخاصة كان عملهم في ماسبيرو .,ولا أدري كيف توافق إدارة ما سبيرو علي خروج هذا الكم الهائل من المذيعين الأكفاء للعمل بالقنوات الخاصة , تاركين قنوات ماسبيرو تترنح ولا تجتذب المشاهد مثلما كانت .
إن هدم البناء ليس لزاما أن يكون بهدم طوابقه ولكن بأخذ الذين يعملون به وتركه كالفراغ , ثم يأتي بعد ذلك من يريد القضاء عليه , لقد إفتقدنا البرامج الجاذبة للمشاهدين عندما عمل مذيعي ماسبيرو في القنوات الخاصة والتي ذهب إليها مشاهدوا التلفزيون .
و كذلك القنوات التي تقدم برامج إخبارية يجب أن تقدم الرأي والرأي الآخر لكي تجتذب المشاهد أو المستمع , يجب عمل شبكات تقوية للإذاعات الأقليمية والتي لا تصل إلي الأقاليم التي أنشئت خصيصا من أجلها ,حتي البرنامج العام لايصل إلي بعض المناطق بقوة جيدة. يجب أن يتم الإهتمام بتطوير ماسبيرو وزيادة دخله ورفع مستوي العاملين به من جميع النواحي . وممكن أن يتم التوصل إلي زيادة الدخل من خلال الإعلانات الممولة عبر الإذاعه , حيث بتقوية الشبكات تصل تلك الإعلانات للمستمع فتقدم الشركات علي الإعلان بها . أما القنوات الإخبارية فيجب أن تدعمها الدولة من الناحية المالية حيث هي المتحدث الرسمي بأسم الدولة , ومثال ذلك ال بي بي سي فهي ناطقة باسم الدولة البريطانية وتدعمها الدولة . كما أنه ممكن الحصول علي الدعم المالي من القطاع الإقتصادي بإتحاد الإذاعة والتلفزيون,عن طريق التسويق والدعاية وذلك بعدم العرقلة والتكبيل من القائمين عليه وبفتح مجال للإعلانات وتسهيلها عن طريق القنوات الإقليمية والإذاعات الإقليمية .
ويجب أن يعاد طرح مشروع القانون علي مجلس النواب والخاص بدفع مبلغ مائه جنيه مع تجديد الرخصة للسيارات وإستخدام تلك المبالغ في تقوية الشبكات الإذاعية , فهو مبلغ ليس بالكثير في السنة في الوقت الذي أرتفعت فيه أسعار كل السلع . ويجب أن تهتم الدولة بالعاملين بالقطاع والعمل بمبدأ الثواب والعقاب , فيتم إنصاف العاملين بجدية وتطوير , ومعاقبة الجمود وعدم التطور وعدم المهنية أو الإساءة . ولابد من إنشاء قناة إخبارية بلغات أجنبية لمخاطبة العالم , لا نجلس لنتحدث معا وتتحدث عنا القنوات الأجنبية وتسئ لنا . نريد أن يعود ماسبيرو كما كان , تعلمنا وتثقفنا وإستمتعنا عبر ماسبيرو منذ كنا نشأتنا وإلي الآن وإن كان يوجد هناك قصور فيمكن إصلاحه , لكن لا يمكن إطلاقا أن نقبل إعدام ماسبيرو والقضاء عليه بخصخصته , أو بخضوعه لأية جهه غير سيادةالدولة . لأن ماسبيرو أمن قومي مثله مثل السد العالي . خصخصناالمصانع فضاعت الصناعات الوطنية , نريد فعلا أن نفهم ونطمئن أن ماسبيرو بخير وسيظل خاضعا للدولة وسيادتها , وأن يعود إليه رونقه , ليعود الشعب المصري يلتف حول شاشاته , ومستمعا لإذاعاته عبر الأثير