هشام صلاح
لاشك أن من يتصدى للعمل العام أو يشغل منصبا قياديا ذا طابع خاص يكون دائما تحت الضوء متابعة ومراقبة من غيره هذا الغيرالذى قد يحسن به الظن أو يسىء
بداية ” نقطة نظام ”
لنتفق على أن هذه السطور ليست دفاعا عن شخص نائب الوزير بقدر ما هى تبيان لحقيقة أمروبعد
كلنا يدرك أن للكلمات والعبارات فى لغتنا ولهجاتنا معنى حرفى وأخر مجازى ونرى أمثلة لذلك حينما يقول الأب مثلا مع ابنه معاتبا له عبارة ” والله لموتك ” وكذلك الأم ” والله لعدمك العافية ” فهل هذه تعبيرات حقيقىة أم تعبيرات مجازىة فى سياقات معينة تعبيرا عن شدة الرفض لامر ما ونوع من الوعيد الافتراضى
ولنعد لنقطة الحوار- كان كلام الدكتور رضا حجازى نائب الوزير فى سياقه وليس مجتزأ قال : بأسلوب الاستفهام الانكارى البغيد عن التحقق : ” المصحح الذى يخطأ فى عشرين درجة لصالح الطالب أنا أعدمه ”
وهنا نتوقف لنناقش معلمينا رسل العلم أصحاب الفهم الدلالى للكلمات والألفاظ وقبل أن يقول قائل : ” إنه رجل مسئول ومحاسب على كلامه ولا يصح منه الخطأ ” وهذا صحيح لكن الرجل حين نطق بالكلمة كان يفترض بداية أن الجميع يعلم مايلى حقائق ثابتة يعلمها كل معلم :
– أنه لايوجد سؤال بأى امتحان يكون تقدير درجاته من عشرين درجة إذا فبديها أن افتراض خطأ المقدر فى تقدير عشرين درجة غير وارد على الاطلاق إذا فالقول بأعدمه غير وارد لانتفاء بل استحالة هذا الخطأ أصلا !
ولنأخذ الموضوع من جانب آخرتلك الصفحات والأصوات التى تم شحذ طاقاتها وتلك الأقلام التى انبرت تطالب بإجراءات للرد على الرجل
لنجعل فرضية القول بأنه ” إذا فقد أخطا ! ” تكون بعد النظر لعدد من الشواهد والأدلة العملية
– بداية
حينما قل الرجل عند بداية تكليفه من فخامة الرئيس السيسى نائبا للوزير
– مصالح المعلمين وتحسين أوضاعهم المختلفة أولوية قصوى وسأعمل جاهدا لاجل رفع صوتهم لصناع القرار
“إذا فقد أخطأ ! ”
– حين تحمل أعباءا وصعوبات عقد امتحان الثانوية العامة معتمدا على ثقته الكاملة فى زملائه من المعلمين مؤمنا بوطنية كل منهم وغيرته على أداء رسالته فكانت مصرأول دولة تعقد امتحاناتها على مستوى العالم وبضمان اتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية
” إذا فقد اخطأ ”
– حينما تقدم بمذكرة للدكتور طارق شوقى وزيرالتعليم فى شهر يناير الماضى أى منذ ثمانية أشهر تقريبا ” وقبل صدورمشروع مجلس الوزراء بطلب
” مشروع قانون بتعديل أحكام القانون رقم 58 لسنه 1937باصدار قانون العقوبات ” من منطلق أن المعلم ركيزة اساسية للتعليم وما تلاحظ فى الاونة الاخيرة من ظهور عدد من التجاوزوأشكال االعنف والامتهان لكرامة المعلم وعليه أتقدم لمعاليمكم بمشروع تدخل تشريعى يضمن تحقيق اجراءات رادعة حيال كل من يسىء للمعلم بأى شكل من الاشكال ” فكان له قصب السبق والمبادرة
” إذا فهو أخطأ ”
– حينما قدم واجب العزاء لأسرة شهيد التفوق صاحب مجموع 99% المغفور له خالد مبروك ، انطلاقا من تقديره للطالب ومراعاة لاحزان أسرته وانطلاقا من مسئوليته
” إذا فهو اخطأ ”
هل بعد كل ذلك معلمونا الكرام من الممكن أن تكون لفظة أو كلمة اجتزأت من سياقها – وهذا لايمنع من تقديم العتاب له – وخرجت بصورة عفوية فى سياق الاستقهام الانكارة لامر يستحيل حدوثه يكون ذلك مقياسا للحكم على الرجل ومحاولة النيل منه ، ومع كل ذلك أكد د رضا حجازى نائب الوزير على أنه لم يقصد أبدا الكلمة بمدلولها ولو عادت به الساعات لما قالها مرة أخرى
فقد أكد على أنه أبدا لايختر بباله إهانه معلم –، فهل من العقل أو الحكمة أن يهين الانسان نفسه بأهانته لمن ينتسب إليهم
وعليه فإن كانت كلمة واحدة تجُب لتمحو كل أفعال الإنسان الحميدة ومساعيه الرشيدة إذا فعلىنا محاكمة معظم مجتمعنا وساعتها فعلى الدنيا السلام