متابعة/ محمد لطفي خضر
فى عالم كرة القدم الكثير من التطورات والمُستجدات التى تطرأ على كل شئ داخل المستديرة . فمفاهيم الماضي تختلف عن الحاضر وستختلف بالتأكيد فى المستقبل . وكل مرحلة كما لها إيجابيات أيضاً لا تخلو أبداً من السلبيات . وحديثنا اليوم عن عالم الإحتراف وتطلعات لاعبي كرة القدم وذلك من خلال قضية الساعة التى تشغل الملايين من محبي كرة القدم وهى قضية تجديد الثنائي أحمد فتحى وعبد الله السعيد .
وسنتطرق الآن إلى بعض النقاط الهامة :-
– الجماهير بطبيعة الحال تغلبها العاطفة فى التعامل مع النجوم ونحن بالتأكيد لا نلومها فى ذلك لسبب بسيط أن هذه الجماهير عاشت هذه اللحظات مع نجوم كبيرة من قبل وكانت هذه النجوم عند حُسن الظن دائماً وضربت أروع الأمثلة فى الإنتماء والإخلاص لنادى عريق ذو شعبية كبرى مثل النادى الأهلى ورفض الكثير من عروض الإحتراف الخارجى بمبالغ كبيرة ونذكر منهم على سبيل المثال : محمود الخطيب – محمد ابوتريكه – محمد بركات – وائل جمعة . هذه النماذج ارتبطت ارتباط وثيق بالنادى وجماهيره لأنهم أدركوا جيداً معنى أن يكون النادى صاحب الفضل على اللاعب والسبب فى شهرته ونجوميته وانضمامه لمنتخب بلاده أيضاً ولم يلهثوا وراء الأموال وفقط . أما الغير مقبول بالمرة هو تطاول الجماهير على اللاعبين بالألفاظ الغير لائقة واتهامهم بالخيانة هذا فى حد ذاته تجاوز غير مقبول ومغالاة شديدة فى المشاعر السلبية تجاه اللاعبين مما يخلق جو من العصبية والتوتر بين اللاعب وجمهوره وهو مايؤدى فى النهاية لإنخفاض مستواه .
– اللاعب من حقه تماماً أن يبحث عن تأمين مستقبله ولو أن هذا أيضاً شئ نسبي يختلف من لاعب لآخر فهناك لاعب يبحث عن الأموال وفقط فيهرب من ناديه بحجة الإحتراف الخارجي وينتهى به المطاف فى أندية محلية ثم الإعتزال ثم إلى عالم النسيان ، وهناك لاعب يترك التقدير المادى لناديه ثقةً فى هذا النادى أنه سيقوم بتقدير نجوميته بشكل عادل ونجد أفضل مثال فى تقدير اللاعبين ووضع ضوابط ونظام فى تعامل اللاعب مع ناديه فى النادى الأهلى وهناك لاعبين كثيرون وقعوا على بياض للتجديد لناديهم وتركوا المقابل المادى للنادى وآخر مثال على ذلك اللاعب الكبير أحمد فتحى والذي جدد بالأمس للنادى الأهلى لمدة موسمين . وهناك لاعب يشعر انه قدم الكثير ولم يتبقى فى مشواره داخل المستطيل الأخضر سوى سنوات قليلة فيرغب فى إنهاء مسيرته بعقد فى نادى جديد بأموال طائلة رغبة فى تأمين مستقبله ومستقبل أسرته . ونحترم وجهة النظر هذه بالتأكيد خصوصاً مع اللاعبين الذين يتمتعون بالأخلاق العالية والإلتزام داخل وخارج الملعب مثل اللاعب الكبير عبد الله السعيد . ولكنى أتساءل هل بعد كل هذه السنوات فى نادى عريق والمنتخب ومكافآت لا حصر لها على بطولات محلية وإفريقية ومقابل مادى على إعلانات وشهرة كبيرة ولقاءات فى برامج تليفزيونية لم تستطيع تأمين مستقبلك حتى الآن ؟ الإجابة بالتأكيد عند اللاعب واحترمها في كل الأحوال . ولكن إذا كان تأمين المستقبل سيكون في نادي الزمالك فلتنظر لنماذج كثيرة ذهبت ولم تحقق أى شئ يُذكر أمثال زكريا ناصف..عبد الجليل..الحضري..أحمد حسن .. وظل هؤلاء اللاعبين يفتخروا فقط بفترة تواجدهم في النادي الأهلي لسبب بسيط جداً الإدارة المحترفه والعدل في التعامل وعدم ضياع حقوقهم الماديه ولينظر قليلاً لهذا الكم الكبير من لاعبي الزمالك الذين تركوا النادي ولم يحصلوا على مستحقاتهم وقاموا برفع شكاوى ضد ناديهم على سبيل المثال عبد الواحد السيد ومحمود فتح الله وأحمد حسن وهاني سعيد ومؤمن زكريا وغيرهم من اللاعبين الأجانب أيضاً مثل أجوجو الغاني وريكاردو البرازيلي وغيرهم كثيرون.. نعم الزمالك نادي كبير ولكنه منذ فترة ليست بالقليله يُدار بمنتهى العشوائيه..
– النادى الكبير لا يتأثر أبداً بغياب لاعب أو اثنين سواء بالإعتزال أو نهاية العقود أو الإحتراف الخارجي . ولنا فى النادى الأهلى أفضل مثال اعتزلت نجومه على مر التاريخ على سبيل المثال صالح سليم الخطيب طاهر ابوزيد ابوتريكه بركات وائل جمعه وهرب عصام الحضري وابراهيم سعيد ولم تتوقف انتصاراته ولا بطولاته سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي ومازال هو صاحب المقام الرفيع والأرقام القياسية ولم تكن الجماهير تتخيل وقتها أنه سيظل صامد بهذا الشكل على مدار السنوات . ولكن المقوله الوحيده الحقيقية هى أن النادى الأهلي بالفعل لا يقف على أى لاعب مهما كانت نجوميته وشهرته لسبب بسيط وهو أن النادى هو الذي يصنع نجومية اللاعب وليس العكس . ولكن لدى تحفظ بسيط على تعامل النادى مع تطلعات مادية من الممكن أن تكون مشروعة فى هذا العصر لنجم محترم وملتزم أخلص للنادى وقدم الكثير فكما قام تركي آل الشيخ الريس الفخري للنادى الأهلى فى تحمل صفقة صلاح محسن بالكامل بمبلغ 35 مليون جنيه وكما ذكر أيضاً من قبل أنه سيقوم باستقدام لاعب عالمى للنادى الأهلى على نفقته الخاصة أيضاً . وبالتالى من المقبول جداً أن يساهم تركى آل الشيخ فى تقليل الفجوة بين طلبات اللاعب وبين المسموح بيه من النادى وفقاً لمنظومة التعامل المادى مع كل اللاعبين وفئاتهم المختلفة .
– في عالم الإحتراف توجد المنافسة بين الأندية في الظفر بجهود اللاعبين المتميزين وتكون بمثابة مباراة حامية مسلية تنافسية جداً خصوصاً بين الأندية الشهيرة . ولكن مقياس تفوق نادى على آخر ليس بالصفقات بالتأكيد ولكن بالبطولات بإرساء قيم المبادئ والتقاليد بأن يكون للنادى هيبة ومكانة كبيرة بأن يكون الإلتزام شعاره هكذا يتم عقد المقارنات .
– فى النهاية مبروك لجماهير النادى الأهلى تجديد نجم الفريق أحمد فتحي وبالتوفيق بالتأكيد لنجم الفريق عبد الله السعيد أياً كان قراره فهو بالتأكيد لاعب أخلص للنادى كثيراً وكان نجماً فوق العاده وكان قمة الإلتزام داخل وخارج الملعب .