حين طلب رجل من الرسول صلى الله عليه وسلم النصيحة قال له “لا تغضب ” وحين طلب نصيحة ثانية كرر الرسول نفس الامر (لا تغضب) وحين طلبها ثالثة قال له (لا تغضب)
في الأمر سر !!
سالوا من قتل زوجته لماذا قتلتها ؟
قال:
ما دريت بنفسي إلا وأنا أسحب السكين وأطعنها !
في التحقيق مع أحدهم :
لماذا كسرت يد زميلك؟
قال : “ماشعرت بنفسي الا وانا ألويها بكل قوة وأكسرها” !
سألوا آخر : هل ما فعله أبوك معك يستحق أن تقول له تلك الكلمة ؟
رد قائلا : لا أدري أين كان عقلي وقتها وأنا أشتمه !!
الصدمة الثانية بعد صدمة هده الأفعال غير المبررة أن كل هؤلاء ندموا ندماً شديدا بلغ ببعضهم إلى التفكير في الانتحار !
الصدمة الثالثة أن كل هؤلاء صادقون !
كيف نفسر ذلك علميا ؟
الرسول حين طلب من الرجل الكف عن الغضب حتى يتجنب الوصول الى هذه المرحلة من الانفعل كان يدرك تماما أن الإنسان حين يصل إلى مرحلة عالية جدا من الانفعال لا يستوعب المخ هذا الانفعال …
وأحيانا تحدث للإنسان جلطة أو انفجار في المخ نتيجة هذا الانفعال العالي !
ماذا يفعل المخ حتى يتجنب هذا ؟
ليس أمام المخ إلا حلان :
إما الانفجار أو تحويل الاستجابة إلى الجهاز العصبي اللا إرادي !
فالجهاز العصبي جزآن جزء إرادي وهو المتحكم في تصرفاتنا .
وجزء لا إرادي نتصرف به لاشعوريا، مثل حركة رمش العين وإغماض العين فجأة أمام نور شديد او انتفاضة الجسم عند الفزع وغيرها ..
يرسل المخ هذا الانفعال الى الجهاز ال لا إرادي
فيتم التصرف بلا وعي…
ركزوا معي فيما قالوه :
ما دريت بنفسي الا وانا ….
ماحستش بنفسي الا وانا ……
لا ادري اين كان عقلي حين قلت ….
كلهم قد صدقوا فقد كانوا في حالة من اللاوعي
حين قال أجدادنا :” لا تجعل الشيطان يلعب بك”
وفي قول الحكيم :” الغضب أوله جنون وآخره ندم”
كانوا يدركون العواقب رغم جهلهم بالكيفية الديناميكية السابقة ،،
الشيطان يريد ان يصل بك الى مرحلة اللاوعي ومهمته هي أن يستمر في الإلحاح على جعل صورة الشخص الذي أساء إليك أمامك دائما ويملأ رأسك بالأفكار السوداء حتى يرفع من مستوى الشحنة الانفعالية وحين تصل الى المرحلة التي لا يتحملها الجهاز العصبي الإرادي فقد نجح وهو يبتسم ابتسامة المنتصر بتسليمك الى الجهاز العصبي اللاإرادي حيث ستفعل ما لا يحمد عقباه تحت تأثير ما هو أقصى من ألف مخدر ألا وهو انسياقك الأعمى وراء الانفعال الذي نفخ فيه الشيطان فصنع (من الحبة قبة) كما يقولون.
الرسول في روشتة علاج للغضب أمرنا ببعض الأشياء حتى لا نصل إلى مرحلة التحول إلى التصرف من خلال الجهاز العصبي اللا إرادي
منها :
تغيير الوضعية :
فإذا كنت واقفا اجلس والعكس .
الوضوء :
وله أهمية عظيمة؛ فالماء يعمل على تنبيه الحواس وإفاقة الأعصاب حتى تقل حدة الغضب ويظل الجهاز العصبي الإرادي متيقظاً .
الاستغفار والاستعادذة بالله :
وهو وسيلة لذكر الله وإلاستعانة به على الشيطان وإلحاحه على الانفعال وإيقاد نيران الغضب
السكوت :
وهو يمنع من انفلات اللسان لا إراديا بكلمات لا تحمد عقباها .
أحبتي :
كم من مصيبة حدت بسبب انفلات اللسان واليد وكم من قطيعة بين الإخوة حدثت جراء الغضب
وكم من كارثة وقعت بسبب شحنة انفعالية زائدة استغلها الشيطان فلعب بجزأي المخ
الحل وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم وانظروا كيف سبق الرسول نظريات علم النفس في علاج الوصول إلى السلوك اللا اردي ؟
ما ينطق عن الهوى (صلى الله عليه وسلم)
حين قال للرجل “لا تغض ولك الجنة”
فالسيطرة على النفس وانفعالاتها وشيطانها مرتبة لا يصل إليها إلا مِن استحق الجنة .
و قبل وصية الرسول تعالى نتأمل قول المولى عز وجل ” والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”
كظم الغيظ يحتاج إلى العفو حتى يزيل أي أثر للانفعال يعقبه استحقاق الجنة فقد صار كاظم الغيظ من المحسنين الذين يحبهم الله
ألا تريدون محبة الله وجنته ؟
تجنبوا الغضب