كتبت قسمت الوردانى
فجأة وبلا مقدمات أوقف الله تعالى سرعة انطلاق الحياة واعاد البشرية كلها الى الكهف لتدرك لا لتترك ..لتنهض لا لتمرض .. لتسيتقظ لا لتنام لتبعث لا لتموت .
اوقفنا الله تعالى ليلفت انتباهنا جميعا .. وليسألنا جميعا أين تذهبون ؟
أوقفنا ليخبرنا أن تلك الهموم والمشاغل والأعمال ليست حقيقية وسوف تختفى جميعا لحظة أختفاء قيمتها فى نفسك فأنت من ضخمها ونفخ فيها وعظمها .
أوقفنا الله تعالى ليذكرنا بأنه الفعال لما يريد وأن تلك القوة المادية التى خطفت ابصارنا والتكنولوجيا التى سلبت عقولنا ليست الا لعبا ولهوا وأنه تعالى بمخلوق ضئيل لا يرى بالعين المجردة أوقف الكل عاجزا أمام قدرته .
أوقفنا الله تعالى ليطهر قلوبنا من الأغترار بشبهات من شككوا فى قدرته ووحدانيته وتطاول الماديين وحمايتنا من التأثر بذيوع صيت التافهين .
اعادنا الله للكهف ليذكرنا بأن لنا فى البيوت شركاء تعمقت الغربة بيننا رغم قربنا ..وجفت ينابيع المحبة بحجة الهموم والمشاغل .. خفتت احاسيس الود وسط ضجيج الحياة والهرولة تجاه المصالح والمنافع التى مهما عظمت مكاسبها امام خسارة الاحباء ستصبح بلا قيمة .
اعادنا الله الى البيت لنقعد فيه أصحاء قبل أن يقعدنا المرض أو الألم أو العجز لنستمتع بأولادنا ومازال لدينا بعض الصحة وبعض الطاقة وبعض الأمل .
حبسنا فى الكهف لنتلمس فيه رحمات الله تعالى
(وأتل لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا )
ولنتمعن جيدا فى رسالة الله الأخيرة الى الأرض , ولنقوم بترميم العلاقات وتناسى الخلافات وتوثيق الصلات ولنعيد ذكر الله الى القلوب الصادئة ، والنفوس الخاوية والعقول المضطربة , والعيون الزائغة .
ولنتيقن أن رؤية المستقبل لن تستقيم الا بمشيئته تعالى وحسن التوكل عليه , ولنفكر فيما أنعم به علينا فنشكرله فضله ونعترف بعظيم منته .
اعادنا الله للكهف لنتمعن فى حكمته البالغة فى كل حركة وسكنة , وموت , وحياة ، وعطاء , ومنع ولنوقن جميعا أن فى كل ذلك الخير.. كل الخير للبشر فالله لا يعطى الا الخير سبحانه .
وأخيرا فمن لم يحسن الأفادة من كهفه فلن تكون خسارته مفاجئة ذلك لأنه لم يسمع تحذير ربه (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)صدق الله العظيم