بقلم الاديبة نورة طاع الله
ان المواقف لا غيرها هى من تبين معادن البشر والرجل من غيره والمرأة بطبعها تحتاج عند الشدة أكثر لمن يمد لها يد العون ويرفع بها الى عالم الطمأنينة والراحة ..ان المرأة هي أكثر صبرا وتحملا من الرجل ولكن ليس من العيب وانما من قمة الرجولة وقوف الرجل الى جانب المرأة التي هى اما أخته أو ابنته أو أمه أو زوجته أو امرأة زميلة أن يقف الى جانبها فهذا يزيد من قيمته عندها ومن قوتها وصبرها وتحملها الذى أحيانا الواحد منا يشعر أنه يموت من الصبر الذى طال ومن التحمل الذى أرهقه كليا.الا أن الكثير من الرجال يرون أن مسايرة المرأة تنازل عظيم منه ويقلل من رجولته مع أن هذا رجولة حقيقية ولكن هناك رجال لا يعتقدون بذلك ويرون أن القسوة والعنف والسيطرة والتسلط يجعله أكثر رجولته ويبين رجولته فعلا..ان الذى لا يعرفه الرجال أن المرأة ليست بالكائن الضعيف كما يظنون ويرددون ذلك عند كل جلسة حضر فيها الحديث عن المرأة وانها ناقصة عقل ودين وفى المقابل المرأة هذه تحملت مسئوليات رجل وغطت عن واجباته ونجحت فى مجال الرجل فى الوقت الذى هو فشل فيه .. ان المرأة قوة الرجل وهو من حاليا يرتكز عليه ويرمى اليها كل الهموم والمعاناة بدلا من أن يحملها هو ويرميها بعيدا عنها ..لم تكن رجلا كنت أقل من ذكر أيها الرجل الذى تركت أثرا سلبيا ومجموعة من الجروح دون رحمة وتفكيرا فيها ولا حتى تقديرا لمشاعرها وأحاسيسها وعاطفتها التى هي 90 % لا أقل…لم تكن رجلا حين اعتبرتك وطنا وأرضا وسمتك الوطن الذى يحتضنها ويعززها لا يشردها ويجعلها زاوية من زوايا الشارع..لم تكن رجلا وامرأتك تموت وعلى فراش البقاء أو الرحيل .. لم تكن رجلا لأنك كنت عند الموقف والشدة والحاجة شبه ذكر وأقل من كيف تكون رجلا وهى المرأة والرجل .. لست بأدم فأدم عظيم حكيم رجل بكل الرجال جعل من حواء كل النساء..لست أدم يا ذكر .. لست رجلا يا ذكر..وأنت تضربها كضربك للحيوان الذى أكيد سوف تشفق عليه وتتركه وأنت نادما بمجرد تفكيرك واستعدادك لضربه..لم تكن رجلا وأنت تحمل العصا والقطعة الجلدية الصلبة السوداء أو بنية وترفعها لتترك على جسدها الرقيق البرىء أثار تجرح الباطن قبل الظاهر .. لم تكن رجلا وأنت ترى دموعها تسيل وديان وتنظر فى عيناك بحنية وتوسل لا تفعل هذا بى فأنا سيدة العاطفة وكل المشاعر..تتوسل اليه بالنظرات توقف ولا تكن ندمى والكره والحقد الذى يسكن جوارحى .. لم تكن رجلا وأنت تقتل حبها لك مع كل اهانة واساءة وكلمة تجرحها وتميتها..دعك من الرجولة فلست رجلا وأنت قد قتلت نصفك الأخر ببشاعة وقسوة ..دعك من رجولتك الزائفة التى تظهر فى سروالك وقميصك وعضلاتك التى تكاد أن تمزق القميص .. دعك من رجولتك الكاذبة التي تخدعنا بها من صوتك العالى المزعج والشيعيرات التى تغطى الطريق بين الأنف والفم..دعك من كل هذا فأنت بقلبك وعقلك وأفعالك المرأة برجولة عنك ..ان كل من يجعل من المرأة حيوانا وكرة تحت قدمه يود رميها بالاتجاه الذى يريد والتحكم فيها بلا مودة ورحمة وحسن معاملة فهو بالدليل القاطع أقل من ذكر ..رفقا يا أدم اليوم بحواء فأنت بسببها وبتعبها وسهرها وشقائها موجود بالحياة وطولك ومظهرك مظهر رجل..رفقا بمن حملتك وتحملتك وتتحمل كل سىء يصدر منك وهى بقلب حنون كبير تدعو لك بالهداية وتنسى وتسامح .. رفقا بها فهى سعادتك وراحتك وحاجتك ونصفك الذى لن تستطيع لثوانى التخلى عنه والعيش بدونه.. كن رجلا لتكون سيد بيتك وكيانك وعظيم عصرك وزمانك.