من لطائف ومحاسن لغتنا العربية
بقلم هشام صلاح
ليس على وجه الأرض لغة تشبه لغتنا العربية أو تدانيها في جمالها، ولا في رونقها، ولا في حُسنِ تراكيبِها وجَذالةِ ألفاظِها، وحلاوةِ تعابيرِها، ولا في سعةِ معانيها ومتانةِ مبانيها.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
“اللغة العربية أفصح اللغات، وأجلاها، وأحلاها، وأعلاها،، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ”
** ولا أدل على فصاحتهاو قدرتها على التعبير عن المعنى من أن حرفا واحدا فقط قد يؤدى المعنى فمثلًا :
نجد أفعال عبارة عن حرف وحركة تؤدي المعنى المراد بكل سهولة، مثل:
– ( عِ : بمعنى وعي القول وإدراكه. ) – ( قِ: من الوقاية ) – ( رَ: بمعنى انظر – مِ: من الإيماء )
وبين لطائفها هذا البيت الذى لا يتحرك اللسان بقراءته:
آب همي وهم بي أحبابي همهم ما بهم وهمي مابي
*وذاك البيت الذى لا تتحرك بقراءته الشفتان:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
** كذا نجد بلاغة العرب وفصاحتهم ومرونة لغتهم أنهم يفرقون بين
الصَّباحة في الوجه
الوَضاءة في البَشرة،
الجمال في الأنف،
الملاحة في الفم،
الحلاوة في العينين،
الظَّرْف في اللسان،
الرّشاقة في القدّ،
الّلباقة في الشمائل،
كَمال الحسن في الشعر.
ومن لطائف اللغة وبلاغتها تلك المحاورة اللطيفة بين حبين جاء فيها قوله لها :
أليس المنادي فى اللغة منصوبا””
فمالي كلما أناديك لا أشعر إلا بضمك…!!
فأجابته قائلةً !!
لقد شقشق الشوق شوقي فشاق شوقي لك …
فهل شقشق الشوق شوقك كشوق شوقى لشوقك،،،
وإن شقشق الشوق شوقك كشوقي…فشوقي اشق شوقا من شوقك!!
فقال لها !!
” يا مُسكّني وسَكَني وسَكِينتي وساكنتي
وسكوني وسكوتي وسِكّتي وسَكْرتي وسُكّرتي
وسرّي وسريرتي وسريري وسروري.”
ثم أخبرها بجملة فى نهاية حديثه وقبل أن يرحل: !!
“ يابلوتي “ والباء حاء
فردت :
“ ياطبيب قلبي “ والطاء حاء””
ثم قال لها :
“أنتَ ظلى “والظاء كاف
“ أنا صاحبك “بغير صاد !!
فقالت:
ياحبراً ضممته دون راء إلى قلمي والميم باء””
ختاما ،
نقول لمن هجر لغته بحثا عن التمدين وإظهار تحضر كاذب ” إن لم تعتز بلغتك فلا عز لك ”
فكم ذل أقوام بذل لغات وكم عز أقوام بعز لغات .