شئ جميل أن تتكاثر الجمعيات والإتحادات وتوقيع البرتوكولات والإتفاقيات لنشر ثقافة السلام والتسامح والحوار وتقبل الأخر والتنمية والخير والحب والحق والجمال.
زخم كبير , زحمة
صور وكاميرات وكلمات وخطب وتكريمات وعناوين براقة في الصحف والمجلات وبرامج على الشاشات .
وانتهى الموضوع , دون تفعيل ودون نتائج تذكر
قلة قليلة من الناس الذين يدركون ثقافة السلام
ويسعون لنشر مفهوم السلام لله وللسلام
هؤلاء الذين تتجافى عيونهم عن المضاجع
الذين يسمون صراخ القتلى والموتى وأنين الثكلى والأيتام
حاولت أن أكون جندياً يضرب بأول فأس في الأرض ليغرس شُجيرة سلام
بعيداً عن الأضواء والكاميرات والجرائد والمجلات والألقاب والمسميات
أنا المواطن الباحث عن جور الفردوس المفقود في كف الوجود
أين نجد السلام وماهو السلام ؟
اسم مشتق من سَلِمَ
و سَلِمَ: (فعل)
سلِمَ / سلِمَ لـ / سلِمَ من يَسلَم ، سلامةً وسلامًا ، فهو سَالم وسَليم ، والمفعول مَسْلومٌ له
سلِمَ فلانٌ : أمِن على نفسه وماله
سلِم له الحكمُ : خلَص
سلِم من العيوب والآفات : بَرِئَ ، ولم يُصَب بأذًى
سَلِمَ مِنْ حَادِثَةِ سَيْرٍ : نَجَا مِنْهَا ، خَرَجَ مِنْهَا سَالِما
سَلِمَ : بَرِئَ
السلام في القرآن :
1 – السلام بمعنى ( التحية ) :
” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ” سورة النساء 86
هذا خطاب من الله تعالى لجميع المكلفين، يأمرهم إذا دعى لهم انسان بطول الحياة، والبقاء والسلامة، ان يحيوهم باحسن من ذلك أويردوا عليهم مثله.
2 – السلام بمعنى (الاستسلام ) :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ” سورة النساء 94
القراء ة : قرأ أهل المدينة، وابن عباس، وخلف (السلم) بغير الف. الباقون بالف.
ومن قرأ (السلم) بلاالف اراد الاستسلام. ومنه قوله: ” والقوا إلى الله يومئذ السلم ” أي استسلموا.
وقوله: ” ورجلا سلما ” أي مستسلما.
وروى أبان عن عاصم بكسر السين. والمعنى خلاف الحرب.
ومن قرأ بالف ذهب إلى التحية. ويحتمل أن يكون المراد لا تقولوا لمن اعتزلكم وكف عن قتالكم: لست مؤمنا.
3 – السلام بمعنى ( التحية بالكرامة ) :
قوله ” سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ” سورة الرعد 24اي يقول هؤلاء الملائكة الداخلون عليهم ” سلام عليكم.
والسلام التحية بالكرامة على انتفاء كل امر يشوبه من مضرة.
4 – السلام بمعنى ( أسلم سلاما ) :
قوله ” إذ دخلوا عليه ” يعني حين دخلوا على إبراهيم ” فقالوا ” له ” سلاما ” على وجه التحية له أي اسلم سلاما فقال لهم جوابا عن ذلك ” سلام ” وقرئ سلم، فلما ارتاب عليه السلام بهم قال ” قوم منكرون ” أى انتم قوم منكرون، والانكار بنفي صحة الامن ونقيضه الاقرار، ومثله الاعتراف.
وإنما قال: منكرون، لانه لم يكن يعرف مثلهم في أضيافه، وسماهم الله أضيافيا، لانهم جاؤه في صفة الاضياف وعلى وجه مجيئهم. ومعنى (سلاما) أي اسلم سلاما، وقوله ” قال سلام ” أي سلام لنا .
5 – كلام أهل الجنة :
” لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) ” سورة الواقعة
قال ” لا يسمعون فيها لغوا ” أي لا يسمع المثابون في الجنة لغوا يعنى مالا فائدة فيه من الكلام، لان كل ما يتكلمون به فيه فائدة (ولا تأثيما) ولا يجري فيها ما يؤثم فيه قائله من قبيح القول (إلا قيلا سلاما سلاما) يعني لكن يسمعون قول بعضهم لبعض على وجه التحية ” سلاما سلاما ” إنهم يتداعون بالسلام على حسن الآداب وكريم الاخلاق الذي يوجب التواد، لان طباعهم قد هذبت على أتم الكمال.
(( سَلِمَ )) تكررت على مستوى الجذر في القرآن 140 مرة
و (( سلام )) تكررت على مستوى الكلمة في القرآن 33 مرة
السلام في المثلث المتساوي الأضلاع
في حياتنا مثلث له ثلاثة أضلاع وثلاثة زوايا هذا المثلث :
الضلع الأول : العلاقة مع الله
الضلع الثاني : العلاقة مع النفس
الضلع الثالث : العلاقة مع الحياة
المثلث المثالي هو المثلث المتساوي الأضلاع والمتساوي الزوايا
بمعنى العلاقة مع الله تطابق العلاقة مع النفس تطابق العلاقة مع الحياة
الإختلاف قد يؤدي إلى زوايا حادة أو زوايا منفرجة
والوحيد الذي حقق المثلث المتساوي الأضلاع هو محمد صلى الله عليه وسلم
التطابق بين العلاقات الثلاثة وبالتالي كان صلى الله عليه ويلم رجل سلام
فقد وجد السلام مع الله وهو رسول الله
ووجد السلام مع النفس
وحقق التوازن مع الحياة بنشر دين الله
السلام هو البراءة من أي عيب أو أذى أو توعد أو خوف
معادلة من ثلاثة حدود السلام مع (( الله + النفس + الحياة )) = الفردوس المفقود
وإذا رمينا أطرافنا على جدار التاريخ الإنساني وجدنا أن أي حرب أو صراع سببه بسبب خلل في زوايا وإضلاع هذا المثلث .
الخلل في هذا المثلث قد أودى بحياة الملايين من البشر في حروب ضروس أورثت البشرية الهم والغم والحزن .
ومازالت الحروب تحصد أرواح الأبرياء تارة باسم العصبية وأخرى باسم الدين والدين براء واخرى من سموم الفكر المتطرف , او صراع سياسي أو صراع على السلطة وربما صراع على الطاقة والهيمنة على مقدرات الشعوب .
نحن بحاجة ماسة للبحث عن السر المرصود في الفردوس المفقود .
السلام هو الحلم للعالم كله بعد أن أرهقته الحروب ودمرته الأحقاد .
هيا نبحث عن السلام
السلام هو جوهر الفردوس المفقود في كف الوجود .
محمد حسن كامل