السيد حجاج
بحلول منتصف يوليو/تموز عام 1945 اختارت السلطات العسكرية الأمريكية عددا من المدن اليابانية التي يمكن استهدافها بالقنابل الذرية بسبب وجود المصانع والقواعد العسكرية، وعلى سبيل المثال جاءت كوكورا بعد هيروشيما في ترتيب الأولويات فقد كانت مركزا لإنتاج الأسلحة واستضافت واحدة من الترسانات الضخمة للجيش الياباني.
وبعد ثلاثة أيام من قصف هيروشيما في 6 أغسطس/ آب، طارت قاذفات بي 29 إلى كوكورا في الساعات الأولى من الصباح، وكانت إحداها تحمل “الرجل البدين”، وهي قنبلة بلوتونيوم أقوى من قنبلة اليورانيوم التي ألقيت على هيروشيما.
لكن كوكورا كانت محاطة بالغيوم التي ربما تضمنت دخان الحرائق الناجمة عن قصف مدينة ياواتا المجاورة في اليوم السابق. وزعم بعض المؤرخين أيضا أن مصانع كوكورا قد أحرقت الفحم عن عمد لتشكيل حاجب من الدخان فوق المدينة في وقت كانت الغارات الجوية متكررة في جميع أنحاء اليابان.
في ذلك الوقت قرر الميجور تشارلز سويني، الذي كان يقود الطائرة بي 29 التي تحمل القنبلة التوجه إلى ناغازاكي
وكانت الطائرات الأمريكية تهاجم اليابان بلا هوادة منذ مارس/آذار عام 1945 مستخدمة القنابل الحارقة التي كانت تسوي المدن بالأرض.
وتشير التقديرات إلى أن غارة واحدة على طوكيو ليلة 9 مارس/آذار قد قتلت أكثر من 83 ألف شخص وشردت أكثر من مليون آخرين.
ولكن بحلول الوقت الذي وصلت فيه طائرات بي 29 إلى كوكورا في أغسطس/ آب، كانت المدينة لم تمس.
وبحسب وثائق عسكرية أمريكية وتقرير ويليام لورانس، وهو صحفي من نيويورك تايمز كان على متن إحدى الطائرات، حلقت طائرات بي 29 حول كوكورا 3 مرات.
وكانت الأوامر تقضي بإسقاط القنبلة فقط بعد تأكيد مرئي للهدف لزيادة قوته التدميرية إلى أقصى حد. والمشكلة هي أن الدفاعات الأرضية رصدت الطائرات وبدأت في إطلاق النار عليها.
وأكد متحدث باسم مدينة كيتاكيوشو لوكالة بلومبرغ للأنباء العام الماضي: “الحقيقة هي أن القنبلة الذرية التي كان من المقرر إسقاطها على كوكورا قد ألقيت على ناغازاكي”.
لكن كيتاكيوشو كانت تتطلع أيضا إلى المستقبل، فأثناء إعادة إعمار اليابان أصبحت المدينة الصناعية ملوثة لدرجة أن مياه خليج دوكاي كانت قريبة من فقدان أثر الحياة.
وتعد هذه المدينة حاليا واحدة من أكثر المدن خضرة في آسيا