_لطفي بدوي___
ًمئة عام من اللهفة ، اتسكع في بتلات الياسمين ، صدري صندوق اسود لاسراري ، فلا تنبشي قبرك باظافرك و لا تحاولي اقامة جسور بين بيادرك و سمائي ، ف طائر الرخ يعود من الموت كل مساء ، يا سيدتي علي عرش الهوي أنا الملك ، لا أتردد و لا أرتبك ، قلبي ممدد فوق رقعة شطرنج ، كأنه عرشي ، مربعات سوداء كالليل ، بيضاء كثلج كانون علي جبال عمان ، قلبي محاصر ، و سالومية الهوى تحاول اضعافي ، بكامل عتاد الغواية تقترب ، تحاول التسلل من خلف تخوم أعماقي ، تتصيد أخطائي ، فلما أحكمت سيطرتها و بعيون واثقة أزاحت البيادق من امامى و قالت : كش ملك!!
فلما تماسك الملك ، قلت : الرابح في العشق كربح جحا في البيض ، و السعادة لمن يفوز في النهاية ، سيدتي كيف تقتحمين مملكتي ، علي نفسك جنيت ، كان حصانها يصهل حين قتلته دون ان اتردد او ارتبك
فلمحت في العيون الماكرة اندهاشة و تبعثر و ارتعاشة ، و تخفت خلف البيادق تداري ضياعها بين مربعات الحياة ، تتخبط بين الابيض و الاسود ، في لحظات تردد ، اما الانتحار ، اما الانكسار و اما الانتصار
رقعة الشطرنج بيني و بينها ، و الحرب اشتعلت ، و عادت من بعيد تحاور قلاعي الحصينة ،
يا سيدتي انت الليلة لعبتي فتعال و حاولي اقتحام حصوني !!
قالت : سأقلب الطاولة عليك ، و حتما انت هالك ، و خطفت وزيري علي عجل و قالت : كش ملك
فمن يحرس مقدساتك الان يا ملك ، انا الان علي عتبات قلعتك ، فاعلن الاستسلام او عش معي في سلام !!
يا سيدتي ، انا الملك و هذة لعبتي المفضلة ، و قلبي يتماهي بين الابيض و الاسود ، و الملك لا يخشي ملكة الشطرنج ، ففي هذة الرقعة انا الملك ، العقل ينتصر و القلب ينتحر ، و رقعة الشطرنج لا ترحم !!
لا قطعة مؤنثة في رقعة الشطرنج ، و بقسوة الشرقي يطيح بها خارج رقعة القلب ، وسط ضجيج الانتصار ، يبتسم الملك ، يتناول كأس جديد و يبحث عن امراة لا تنهزم ، حين تنظر في عينيه و تقول كش ملك ، يسقط الملك !!!
لطفي بدوي
الرياض ٢٤ يناير ٢٠١٨