.
” قصيدة لا تكذبى “
قصة المطربة التى قتلت شاعرها
كتب هشام صلاح
قصيدة ” لا تكذبى ” غنتها أصوات عدة يأتى فى مقدمتها صوت نجاة ثم عبد الحليم فمحمد عبد الوهاب الذى سجلها بصوته أما الشاعر العاشق صاحب القصيدة فهو ” كامل الشناوي الشاعر الصحفى المصرى. من مواليد 7 ديسمبر 1908 فى نوسا البحر» مركز أجا محافظة الدقهلية
أما عن قصيدتنا ” لا تكذبى ” يقول صاحبها إن قصة حبى كانت الوهم الجميل الذي صنعه وصدقه، وأدركت صاحبتها معاناتى فتركتنى في وهمى أنزف حبا وشعرا وألما
أما المحب العاشق فهو شاعرنا كامل الشناوى أما المحبوبة والتى تجاهلت كل مشاعره وانكرت لهفته وغضت الطرف عن معاناته فهى المطربة نجاة الصغرة والتى قال عنها كامل الشناوى ” إنَّھا تَحتَلُ قَلبي.. تتصرفُ فيهِ كَما لو كان بيتها تكنسهُ وتمسَحهُ وتعيد ترتيبَ الأثاثِ وتقابلُ فيهِ كُل الناس.. شخص واحد تتهربُ مِنه.. صاحبُ البيتِ “
يقول الشناوى : ” أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبي لا تقيده الضلوع / أحببتها وإذا بها قلب بلا نبض.. سراب خادع.. ظمأ وجوع / فتركتها.. لكن قلبي لم يزل طفلا يعاوده الحنين إلى الرجوع / وإذا مررت ببيتها تبكي الخطى مني وترتعد الدموع.”
” لا تكذبي» قصة واقعية عاشها شاعرنا كامل الشناوي، بعد اكتشافه علاقة حب ربطت بين نجاة الصغيرة وآخر قال البعض إنه يوسف إدريس وقال آخرون إنه يوسف السباعى
وكان شاعرنا قد كتب كلماتها بعدما أن شاهدهما معاً مجسداً كل معاني الألم التي شعر بها وقتها.
بعدها كان قلب كامل الشناوى ينزف ألما قبل أن تبكى عيناه دموعا وذلك أمام كل أصدقائه الذين كانوا يتابعون حكايته مع نجاة الصغيرة، وبعد انتهائه من كتابتها،عرض كلماتهاعليها فأعجبتها وطلبت أن تغنيها وأن يلحنها محمد عبد الوهاب. بعدها عاش قلب الشناوي ينزف ألماً حتى وفاته، لدرجة أنه كان يزور المقابر يومياً وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، أجابه بابتسامه حزينة أن يريد التعود على الأجواء الذي سيظل بها للأبد وجاء فى مقال لمصطفى أمين حين قابل نجاة وسألها عن قسوتها على كامل الشناوى فردت قائلة :
” إنني لم أحبه، هو الذي كان يحبني… إنني كنت أحبه كصديق فقط. وطلب مني أن يتزوجني فرفضت لأننا نختلف في كل شيء أنا رقيقة وهو ضخم، أنا صغيرة وهو عجوز، أنا أجد متعة في أن أجلس مع الناس، ومتعته أن يجلس معي وحدي، أنا لا أريد أن يعرف الناس من أحب، وهو يريد أن تعرف الدنيا كلها أنه يحبني قلت لها: إن أصدقاءه يعتقدون أنك قتلته- قالت: لا.. إنه هو الذي انتحر سألتها: تقصدين أنه انتحر حبا؟ قالت: بل انتحر غيرة — لكننى لم اصدق كلمة واحدة مما قالتها —- يذكر أن عبدالحليم عندما بدأ يغني:
لا تكذبي/ إني رأيتكما معا/ ودعِ البكاء فقد كرهت الأدمعا/ ما أهون الدمع الجسور إذا جرى/ من عين كاذبة فأنكر وادعى/ إني رأيتكما، إني سمعتكما/ عيناكِ في عينيه في شفتيه في كفيه في قدميه/ ويداكِ ضارعتان، ترتعشان من لهف عليه/ تتحديان الشوق بالقبلات تلذعني بسوط من لهيب/ باللمس، بالهمس، بالآهات، بالنظرات، باللفتات، بالصمت الرهيب/ ويشب في قلبي حريق/ ويضيع من قدمي الطريق/ وتطل من رأسي الظنون تلومني وتشد أذني/ فلطالما باركت كذبك كله/ ولعنت ظني..
وإذا بكامل الشناوي ينفجر في نوبة من البكاء الشديد، كان ينهنه كالأطفال ولم يستطع أن يتحكم في مشاعره، أنا فوجئت بالمشهد وأصابتني نوبة من الذهول، فلم أكن أتصور ولا أتوقع أن هذا الرجل العملاق المهيب يمكن أن يبكي كالأطفال..
هما كان واضحا أن القصيدة هي قطعة ملتهبة من قلبه شاء له قدره أن تكون حبيبته هى من أمسكت بصلفها النجر لتسكنه فى قلب الشناوى الرقيق الذى لم يتحمل فكان شهيد حبيبته