متابعة :رضا سليمان
حلقات جديدة
نسايم بقلم الكاتب :سيد علي عبد الله كاتب سيناريو ومؤلف مسرحى ….موجه مسرح بإدارة قوص
تصل نسايم وترمي نفسها في حضن أم ميلاد التي بمجرد رؤيتها للنسايم تتقدم نحوها فاتحة ذراعها في فرحة تعرفها نسايم ولا تقاوم إلا أن تجد نفسها في حضن أم ميلاد دامعة التي علمتها مبادئ الحساب وفضلت الفرحة مع من علمتها لا أراديا رغم تساوي الوقوف إلا أن المعلم المخلص لمهنته طغي في قلبها علي المربية والوالده التي وقفت مأخوذة من فعل نسايم في صدمة لا تخفيها الملامح مما حدا من أم ميلاد أن توقظ نسايم من لحظة كشف لاتتكرر كثير ا …رغم استغراب ام نسايم هي تعرف أن هناك علاقة خاصة بين ابنتها وأم ميلاد التي تلطف الجو القلوب عند بعضها عشان أنا كنت حاسة وبأقولك أنا مطمنة وأهو أللي حسيته وصل القلوب عند بعضيها ولا أيه يا ام نسايم
تصل نسايم إلى المركز مع والدتها وتصدم أنفهارائحة الأطعمة والعطارة التى تصنع طقسا خاص بالمدنية تعيدها إلى ايام طفولتها التى تتذكر أن هذه الروائح التى طالما أثرتها وجعلتها تلجأ إلى البكاء والصراخ ولا تفوتها متعة الاستمتاع بروائح وألوان المدينة التى هى عبارة عن سوق يومى لا ينفض تصل هى ووالدتها ألى القيصرية وهو ىمكان بيع القماش فتلاحظ الترحيب وحسن الأستقبال من الجميع يصلا إلى وكالة الحاج الدميرى وبمجرد دخولهما يتسابق العمال بالترحيب وتقديم المقاعد وجلب المشروبات ولكن الأم تأخذبيد أبنتها إلى داخل الوكالة وتعرفها بأنواع الأقمشة وجودنها وأسعارها وتدربها على لمس الأأقمشة بطريقة محترفة حتى تعرفها أنواع الأقمشة المختلفة والوانها وخاماتها ومدى مناسبتها للجو صيفا أوشتاء ولاتنسى تعريفها بالأنوع الرديئة وتتعدد لها عيوب الطباعة وكيفية كشف الاقمشة المعيوبة وتشرح لها حيل التجار وتوصف لها وتفرق بين الأقمشة ذات العرض الواحد والأقمشة ذات العرضين وكيفية القياس ومراحعة التجار فى قياستهم حتى لا يحتالون عليها وتبين لها الأقمشة التى تتغير أطوالها لمجرد الغسيل حتى تصارح زبائنها ونسايم تستمع فى لاتركيز وترد على والدنها بأسئلة فى صلب الموضوع تبعث فى نفس والدتها الطمائنينة وأن إبنتها لديها تفكير التاجرة الماهرة التى لا تترك شاردة اواردة إلا وتعرضت لهاعلمتها فنون الطهى والخياطة أعطتها فكرة عن الد يكور وتزيين المنزل بأسلوب جذاب أفهمتها الألوان وكيفية التميز بين كل لون شرحت لها القواعد فى التجارة حتى الإعلان وكلما وجدت استعداد من نسايم كلما زادتها من العلم والتثقيف ولكن الواقع لا يعرف إلا أن نسايم مجرد بائعة قماش فقيرة وأن كل ما أعطته أم ميلاد من خبرات طالما لا تحويه ورقة عليها ختم النسرفهو غير معترف به , قصت لها عبر من الأنجيل شرحت لها أيات من القرآن كل ذلك هذب مشاعرها ولكن أرق حياتها لوجودها فى الريف الذى تحكمه عادات وتقاليد بالية منها ماهو مع الشرع والعقل ومنها ماهو ضد الفطرة والعقل ولو اصطدم مع الدين فالعادات أولى قرون طويلة وهذه العادات تظلم المرأة وتعتبرها عورة وعار لا راحة منه إلا بالموت فتجد المرأة تخلط بين العادات والتقاليد والدين وما تتمناه وماتريده يأتى متأخرا أو لا يأتى لا يهم لابد أن تدوس على مشاعرها فى سبيل العرف فتجد المرأة طيبة المشاعر الحنونة المشاعرتدوس عليها فى سبيل العرف الذى لن يرحمها إلا وتنزل على قوانينه فماذا ستفغل نسايم بتعليمها وثقافته والعرف وراءها باستمرار لابد أن تسأل أم ميلاد التى رغم تعليمها هى لازالت تعيش فى قريتها والناس يستمعون لرإيها ولا مشاكل تذكر
نسايم تجلس مع أم ميلاد جارتها القبطية التى أخذت دور المربية والمعلمة فى حياتها تتجاذب معها أطراف الحديث حيث كل مساء تأتى نسايم إلى الونسة اليومية مع أم ميلاد التى لا تبخل عليها من تجاربها وخبراتها المتعددة حيث أن أم ميلاد هى أساسا من المدينة ولكن ظروف عمل زوجها كمدرس فى التربية والتعليم جعلتهم ينتقلون من المنيا إلى أقاصى الصعيد وللصدفة وقع سكنهم بجوار نسايم التى رأت فيهاعلامات الذكاء والنبوغ وتأثرت جدا عندما علمت أن نسايم حرمت من التعليم بسبب أن البنات محرومين من التعليم فأخذت على نفسها عهدا أن تعلم نسايم مبادىء القراءة والكتابة والحساب فوجدت منها نبوغا ، وعبقريةمنقطعة النظير فشجعتها لأنها عندما عرفت نبوغها تأثرت جدا وأقسمت بينها وبين نفسها ألا تتخلى عن نسايم طالما جمعتهما الظروف ونسايم بفطرتها الرائقة وعواطفها النقية عرفت أن أم ميلاد تعطيها ما لا أحد يقدر غيرها على إعطائه وهو العلم وتجارب الحياة فأحبتها حب البنت لامها أو أكثر وأم نسايم سعيدة بتلك العلاقة وإن كانت فى بعض الفترات تشعر بالغيرة لان ما عند أم ميلاد لا تستطيغ أن تمنحه لابنتها وهو العلم ولم أم ميلاد من مشاغبات نسايم وأسئلتها المحرجة عن سبب إختلاف ديانة أم ميلاد وهل هذا يؤثرعلى علاقتها بها ففهمت بعد فترة أن الجميع يعبد ألها واحدا مهما اختلفت السبل
جرت نسايم إلى أم ميلاد لتسألها السؤال الذى حيرها فتستقبلها أم ميلاد بأبتسامة عريضة وكأنه تقرأ فى عينيها حيرة غربية هى تعرف هذة النظلرة فى هذا السن بداية دخول الشباب وتوديع سن المراهقة الذى يمتلك فيه الأنسان حرية الأطفال وأفكار الكبار واندفاع الشباب والميل للأ ستقلال دون خبرة تلهم كل هؤلاء فيكون التناقض والجمع بين التهور والشجاعة والرغبة فى الإستقلال وعدم وجود الحنكة لادارته فهى حيرة مرت بها أم ميلاد ولكن نسايم ظروفها تختلف عن أم ميلاد التى تلقت العلم فى مدارس لها نظامها واسلوبها وبيئة تقدر العلم وتعمل على الدفع بأهله فى أول الصفوف غير بيئة نسايم التى تعلى من العرف والموروث ولا تراهن على التغيير بل وتحارب وسائله التى منها العلم صحيح أم ميلاد لم تبخل عليها ولكن هناك الإحتكاك وعلاقات الصداقة وتجارب تتكسبها كل يوم لكن فى حالة نسايم تعلم فردى وصوت واحد وتجربة واحدة ومعلمة واحدة هى أم ميلاد صحيح تعطيها العلم لكن لا توفر لها بيئته لاشك تقص عليها تجارب وخبرات ولكن تحرمها دون قصد من عامل مهم وهو التعايش الذى بدونه تصبح تجارب الحياة مجرد عبر نظرية تفتقد المعايشة والقدرة على التعلم من الخطأ كما تقضى قوانين التعلم دون فرض سبيل واحد للتعلم وهو التعلم من الصح لتفقد التجربة روحها وتصبح فى جمود العلوم النظرية رغم براعة التأليف وفرض تفاصيل توحى بحقيقتها