ـــــ “كلب عربي ” ــــ أخبار الجزائر DZـــــ
كلب أو كمية من الكلاب ، هيا يا سيدي أخبرني ماذا تريد قبل أن أغادر. ونبح كلب من جوار سيده نـُباحا شديدا . كأنه يود إشعاره بأن إزعاج السيد ممنوع . وقال المعذرة يا سيدي فقد لا تكفي الأموال ماذا أقول ؟ . وفي إجابة سيده كان الجواب أربعة كلاب . وأضاف له بعض المال . وأوصاه بعدم العودة بسرعة لآن الكلاب لا بد أن لا تأتي إلى بيته بسرعة . كي لا يشعر به جاره الذي سيفاجئه بأفخر أنواع الكلاب مرة أخرى.
وصل التاجر الذي رباه المزارع الفرنسي إلى المدينة . وقد خلف خلفه ريف يُحرس بكلاب إشتراها على مر السنوات في صفقات جعلت أهل المدينة يسمونه كُليب.
السلام عليكم يا سيد محرز . وبمجرد ما شعر به محرز بجوار دكانه فعلاً رد عليه السلام . مرحبا بكليب لقد عرفت صوتك تفضل أدخل . ومر كليب إلى حيث يجلس محرز الذي أغلق الدكانة الكبيرة خشية من تعرضه للصرقة من قبل جنود الإستعمار ، الذين يمرون في الطريق . وبدأ كُليب يشاهد الكلاب المعروضة . وهي في ساحة خلف المحل تتجول حرة طليقة . وتنبح بفخر كأنها تعرف فعلا أنها من فصيلة ” كلب عربي” ولما طلب محرز من كليب الإفصاح عن طلبه . قال كُليب هذا بالظبط ما أريد شراءه . أي هذا الكلب العربي الثمين السمين ذو النباح المتين الرصين .
فقال محرز أنا لا أريد بيع هذه الكلاب بثمن لا يناسب سعرها . ولهذا سأبيعها لك كما تريد مجتمعة . وسعر الأربعة كما قلت ولا يمكن تخفيضه . وإستسلم كليب لآنه على عجلة من أمره .وإستلم الكلاب وربطها بحبل واحد من أناقها . وسلم المال إلى محرز وترك الدكان وخرج يجر الأربعة كلاب خلفه .
وصل إلى مكان يتجمع فيه عساكر فرنسيين .فسألوه هل هو من الجزائر وتعلم فيها تربية الكلاب . أو سافر إلى فرنسا وتعلم هناك ؟ . وسألوه عن ثمن الكلاب ومن أين إشتراهم .؟ وسألوه عن إسم سيده وعن إسم التاجر ؟. ثم حاولوا مساعدته في توصيل الكلاب إلى الريف . طمعاً منهم في الحصول على واحد من الكلاب . كان قد أعجب أحد الجنود ففكر في مساعدة كليب مقابل الحصول على كلب.
وصل الجميع في قافلة مكونة من كُليب والكلاب الأربعة والجنود العشرة. الجندي الطماع إسمه جاك . ويعرف في كل أوساط الجيش الإستعماري بكونه دائما يحصد ما خطط لنيله. وعندما سمع منه المزارع الفرنسي صاحب الشأن . قال له لقد قرأت عنك وسمعت عنك وأعجبت بك . وكنت من البداية قد خصصت لك كلب هدية وكلبة حية . تستخدمها بعدما تقتلها في بعض السحر وتصبح جيفتها الجثة جالبة للحظ .
فقال جاك وكيف يا سيدي يكون لي هذا الحظ ؟ وهل هو من نصيب كل الفرنسيين ؟ أو هو مخصص للطماع أنا فقط. ؟
فقال المزارع مخصص لكل الفرنسيين طبعاً . ولكن بالنسبة لك ستكون الهدية لك فخذ الكلب وربيه ، وإسمه m. أما الكلبة فإسمها ميم . ولا تصدقها لآنها عربية تربت عن الوفاء للعرب . والكلب M ربيناه عن الإخلاص لفرنسا .
وقام جاك بما سمعه من وصية المزارع المعمر الذي كان فعلا ساحرا ماهرا . وكانت النتائج بالنسبة له كبيرة وذات فعالية . وربحت تجارته وتمت ترقيته وأصبح من المحاربين الشجعان . وكان يشعر بضعف العرب الذين كان يخاف منهم . ولا يخشاهم أبدا عندما يقفون بجواره أو يمرون بجانبه أو يشتبك معهم في معارك بالسلاح.
وأصبح المزارع فرحاً بالنتيجة التي حصل عليها نتيجة قتل الكلبة ميم . وواصل تطوير الكلبات العربيات وقتلهن . مقابل تربية الكلب الرومي M. وتدريبه على حب فرنسا وجلب الحظ . أما كليب فقد كان سعيداً جداً بسيده الذي رباه . ورغم أنه فكر عدة مرات في التوبة والرجوع إلى أمه ميم ، مات قبل التوبة . كما مات بعده الجندي جاك ومات قبل موتهما المعمر السحار ..وإستمر عمر الكلب M حتى يومنا هذا ؟