الصور التي في يده كانت وحدها هي الدليل الوحيد على أنه فعلاً وصل إلى المكان المطلوب. الذي بحث عنه لمدة أسبوع كامل وهو يبحث في العاصمة عن مكان الجريمة. التي لا يوضحها إلا المكان .ولا يعرف المكان غير الصور التي في يده. ولا يعرف أمر الصور غيره . ولاتعرف الصورة الكذب. فعلاً ها هي البناية المهشمة من جهة الواجهة . أعاد التحديق في البناية وقص ببصره صورة لها كي يقارنها بالبناية المهشمة الواجهة التي في الصور. وعندما فرح بكونه واصل البحث بنجاح . قرر إعادة فحص المكان حسب معطيات الصورة . إنه ظابط كبير في مدينة الجزائر. أرسل إليه حاسبه صور بالقمر الصناعي . تأكد أنها لمكان وقعت فيه جريمة تمس بأمن الدولة. ما زال في غير شكه بعدما زال شكه .وأصبح واثقاً من المكان الذي سيحقق معه .ويفهم منه من عبث بأمن الدولة الجزائرية؟ ولأنه تدرب في نيويورك على مثل هذه التحقيقات. بدأ الكتابة في دفتره بالإنجلزية . ولأن الطريق أنهكه سيراً. قرر الجلوس فوق كرسي للجلوس العمومي . بعدما جلس فوقه شك في علاقته بالجريمة. فعاد إلى الصور يبحث فيها عن أثر للكرسي . فتش الصور وعاد بالكرسي . ها هو حيث يجلس عليه رجل يرتدي بدلة بيضاء . قرر فحص شكل الرجل بالحاسوب ففتح حاسبه المحمول وهو يقول . يبدو أن هذا المجرم بريء كي لا أظلمه .من الأن سأعتمد على أنه رجل أبيض القلب كبدلته . أو ربما سيرتدي واحدة سوداء وتفشل البيضاء عندما أنال منه. شرح لحاسبه أنه عز الدين فسمح له بإستخدامه . حاسبه الذي يخشى عليه من الهواء الطائر. هو كل ما ناله من حفل تخرجه من نيويورك. الأن أصبح وجه الرجل الذي فوق الكرسي العمومي .هو فعلاً رجل ثبته القمر الصناعي فوق الكرسي .كي يتمكن من معرفة مكانه كمنفذ للجريمة حسب حركته التي سيقرأها الحاسوب من جديد. ويفهم كيف كان يتحرك على الأرض .الأن فهم المحقق عز الدين من هو الرجل المثبت فوق الكرسي . وشرح له حاسبه وذكائه كيف تمت عملية إلتقاط الصورة للمكان .الذي يعيش فيه هذا الرجل . طبعاً من عادة السيد عز الدين القيام بمثل هذه التحقيقات بمفرده. والأن سيفهم من هو هذا المثبت فوق الكرسي. عندما يصبح على الأرض وفوقها يتحرك مثلما كان يتحرك . سيدله حالاً عن بيته إذا نجحت الخطة التي تعتمد أولاً على الحصول على الصور بالقمر الصناعي. ثم إرسالها إلى المحقق عز الدين الذي عندما يستلمها يبحث عن مكان الجريمة . إنها الجريمة رقم عشرة التي ينهيها محقق الجزائر العاصمة ببراعته لصالح شرطة الجزائر ونيو يورك . الأن جاء دور براعته في محاورة القمر الصناعي قصد رسم خط السير الحقيقي للرجل ذو البدلة البيضاء. صبر قليلاً حتى رأى الرجل يقف على قدماه ويمشي قليلاً ثم يدخل مقهى يؤكد القمر الصناعي أنه إستلم فيها قنبلة موقوتة . يعلم أن جمع هذه المعلومات عن أمثال هذه العصابات يتم بالهواتف النقالة . تحرك قليلاً ربما يجد في الجوار مقهى .. سار نحوى مطعم فاخر إسمه مأكولات جلال .. ولآنه شبع من مرافبة الصور فهم فوراً أنه فعلاً يطلب شيء ما للعشاء من عند مطعم مؤكلات جلال. أحسن مراقبة المقهى بعد العشاء كما راقبه قبل العشاء وغادره خلف خطوات الرجل ذو البدلة البيضاء الذي أصبح يراه بوضوح وهو يمشي ببطأ شديد يحمل حقيبة فيها متفجرات في شكل قنبلة موقوتة . شكر حاسبه على حسن إخراج هذه الصورة التي ستمكنه من معرفة المكان الحقيقي للمجرم . تذكر أنه يجب العثور على المكان الذي يشك القمر الصناعي في أنه سجل فيه جريمة .كي يستطيع القمر الصناعي بث صور واضحة، لفلم واضح. قد يمسك على إثره المحقق عز الدين بالمجرم . إنه يسير في ثبات صوب العمارة المجاورة. يقول الحاسوب والقمر الصناعي إن القنبلة المؤقتة في داخل المبنى الشاهق *عمارة سكنية *.ويستعد عز الدين للنيل من هذه العصابة . قرر إحسان التصرف لهذا أشعل سجارة .ووقف يدخنها والعمارة أمامه تستغيث. وماذا لو كانت لا تستغيث من سينقض وقتي ؟. هل أغلق الفلم كما قال هذا الحاسوب وأكتفي بأن العمارة هي كل ما نبحث عنه حالياً ويجب تفتيشها بسرعة قصد إنقاضها . أو أواصل فحصه ربما أجد طريق الرجل الأبيض .؟ طبعاً كان القانون هو القانون. وها هي سيارات الشرطة وخبراء المتفجرات وسيارات الإسعاف والصحافة أيضا منشغلون بإنقاض عمارة من النسف. قال لهم من شقة فيها بعدما حاصروه داخل شقة أرشدهم عليها مخبر العمارة الحاج رضوان . قال لهم إن النسف سيحدث يعني سيحدث والعمارة لن تعيش إلا إذا عاش هو . قال لهم إنه قد ينسف العمارة بجهاز التحكم الذي بين يديه . وقد يتركها تعيش إذا غادروا جميعاً كي يغادر هو على هواه. وبعد تدخل جهات عليا في الموضوع أصبحت العمارة وما حولها من المكان في حالة عدم حصار. خشية عليها وعلى الإنسان والمكان من الدمار. وها هو اليوم المحقق عز الدين بدون النيل من ذكاء الرجل الأبيض بعد فراره للشهر السابع على التاوالي. وجاري البحث عنه.