مصطفى السبع
هذه القصة تعتبر حلقة من حلقات الفيس بوك وطبعا زى ماحضراتكم عارفين أن اللغة المفضلة فى مقالاتى هى العامية لاننى أحب أن أعيش الحالة كما هى دون أى ألغاز حتى تصل للقارئ ويشعر بأننى أتحدث أمامه وليس من وراء الكواليس.
تبدأ هذه القصة لشاب من أسرة كريمة ومتوسطة الحال قانعون بما رزقهم الله لا يكرهون أحد ولا يحقدون على أحد ولا يتحدثون من وراء أحد ولا يتدخلون فى أمور أحد.
أسرة كان رب اسرتها رجل مكافح طول عمره وكل هدفه هو أن يسعى إلى توفير كل طلبات بيته وأولاده حتى لايشعرون بأى نقص فى حياتهم..وخصوصا بعد وفاة زوجتة ثم رفض الزواج من غيرها وكمل حياته فى خدمة أولاده
تتكون الأسرة من أربعة بنات وولدا وحيدا تربوا على الفضيلة والإحترام وحسن المعاملة كما عودهم أبيهم فى تربيتهم مرت الأعوام وكبروا فالبنات تخرجوا وتزوجوا أما الولد فهو كان آخر العنقود المدلل فى بداية حياته وكان دائما يذهب مع والده فى كل أوقات الصلاة حتى كبر وبدأ مرحلة الشباب ودخل الجامعة وتعرف على زملائه ومن ضمن زملائه كان هناك زميل مهمل فى نفسه ودراسته وواخد الدنيا كلها مرح ولهو ولن يهتم بدراسته حتى تعرف عليه وبدأ يقربه منه الى ان أغراه بطريقته الخاصة حتى استسلم ووقع فريسه بين يديه ثم بدأت أحوال هذا الأبن تتغير وخصوصا أنه أهمل فى صلاته حتى لاحظ والده هذا التغيير المفاجئ فقلق الاب على إبنه وسأله ماذا بك فقال له أنا فى حالة جيدة ولكننى مركز فى الدراسة والمزاكرة لان الامتحانات على الابواب فتركه الأب ودعا له بالتوفيق واستمر هذا الشاب يسير فى هذا الطريق طريق الشيطان و الضياع فكان دائما يسهر ولا يرجع بيته الا بعد منتصف الليل وعندما يسأله والده عن سبب تأخره ليلا كل يوم فيقول له أننى اذاكر مع أحد أصدقائي بالجامعة قبل بداية الامتحانات الأب واثق فى إبنه الوحيد وكل أمله أن يراه فى مركز مرموق مرت الأيام وفى يوم من الايام إدارة الجامعة أرسلت لولى الأمر خطابا بإنذار بالفصل لغياب إبنه المتكرر عن الجامعة وان الجامعة قررت بعدم دخوله إمتحان هذا العام فكانت الصدمة كبيرة على الاب الذى أصابته بجلطه وعلى أثرها دخل المستشفى وهو فى العناية المركزة وهو يلفظ أنفاسه الآخيرة طلب من الدكتور أن يرى إبنه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وقبل ان يموت بالفعل جاء الإبن لوالده وعندما دخل على والده غرفة العناية المركزة نظر إليه والده وقال له عندما أموت وينتهى أجلى خلال هذه الفترة القصيرة عليك بالذهاب إلى المنزل ثم قم بالدخول الى غرفتى وستجد صندوقا صغيرا داخل دولابى إفتح هذا الصندوق واقرأ بما فيه فقد كتبت لك وصية أرجوا أن تقرأها جيدا وتعمل بها بعد مماتى.
وبعد وفاة الاب ذهب الابن الى البيت واتجه إلى غرفة ابيه ليفتح الصندوق فوجد ورقتين ورقة مرسوما عليها شابا يصلى ووجهه كله نورا وأيضا فى نفس الورقة شاب مهملا وعلامات الندم والحزن تنتابه أما الورقة الثانية وجد فيها كلمات بخط يد والده يقول فيها.
● يا بنى لقد شعرت وأحسست بما انت فيه من إهمال لنفسك وحالك لذلك تركت لك هذه الورقة وأنا على يقين بأنك سوف تقرأها فى يوما من الأيام حتى تعود لرشدك ولنفسك أمام نفسك
● يابنى إليك خياران إما أن تكون شابا مستقيما يخاف الله ومتفوقا فى عملك وفى دراستك ثم تصبح إنسانا متميزا وقورا ولك مكانه كبيرة بالمجتمع أم تتمادى فى طريقك المظلم الذى ينهى حياتك ويضيع مستقبلك بسبب هذا الطريق الخاطئ طريق الشيطان
● يا بنى إعلم بأننى اذا حدث لى شيئ فسيكون بسببك لأنك تركت المبادئ وضيعت أملى الوحيد فيك.
●يابنى عليك بالصلاة فى أوقاتها حتى تنزع الغمه من عينيك وترى الدنيا بعينك النظيفتان .
●يابنى لك أربعة شقيقات كن لهم الاخ والاب والأم
●يابنى خيبت فيك أملى أرجوا ان تنصف نفسك أمام نفسك وتكون راضى عن نفسك
●يابنى عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ولا تطمع فى أحد
●يابنى ثروتى فى الحياة هى أنت وشقيقاتك فحافظ عليها
بكى الشاب بكاءا شديدا وأنهمرت دموعه وبدأ يشعر بحالة غريبة تحدث له عندما ينام فكان دائما يشعر بالخوف ويستيقظ من نومه ليلا من شدة الكابوس الذى أصابه عند نومه وأستمر كثيرا هذا الكابوس ملازما لهذا الشاب كل يوم إلى أن ذهب إلى شيخ من شيوخ المساجد وجلس وتحدث معه عن كل مايحدث له ثم أعطاه الورقتين اللذان تركهما والده له بداخل الصندوق فنظر إليه الشيخ وسأله هل تواظب على الصلاة فقال له الشاب لا فقال له الشيخ أذهب إلى بيتك وإياك أن تترك فرض من فروض الصلاة وبالفعل بدأ الشاب بالتحدى مع نفسه وبدأ يصلى ورويدا رويدا بدأ يشعر بأنه ينام لفترات طويلة دون كابوس أو قلق أو توتر وبدأ يرى الحياة أمامه جميلة وكلها نور وسعاده وحب ثم بدأ يستعيد قدراته حتى يعود الى دراسته الجامعية وبدأ يجتهد إلى ان حصل على شهادته التى كان والده يحلم بها وأصبح إنسانا ناجحا إلى أن تم تعينه معيدا بالجامعة وكانت من أولوياته عندما يجتمع بالطلاب كان يحدثهم ويوصيهم بالإستفادة من تجربته فى الحياة حتى لا يقعوا فريسه فى طريق الشيطان
الذى يدمر حياتهم ومستقبلهم …
فمن هذه القصة نستخرج درسا هاما يهمنا بحياتنا من أجل الحفاظ على أولادنا وعلى مستقبلهم وأيضا يكون درسا لكل شاب وفتاة يسيرون وراء الشيطان ويتركون أهاليهم ويبتعدون عنهم فبعدك عن أهلك يجعلك فريسة سهله لاصدقاء الشيطان …وبعدكم عن اولادكم وعدم متابعتهم والتدخل فى شؤنهم يصل بكم إلى مرحلة الخطر والندم .
اللهم إحفظنا جميعا وإحفظ أولادنا من الفتن ومن أصدقاء الشيطان..