كثيرا ما نطرب حد الثمالة عند سماع شدو قيثارة لبنان ” فيروز ” وهى تشدو برائعة الشاعر جبران خليل جبران ” أعطنى الناى ” لكن قليلا ما تستوقف السامع ما أراد جبران بثه من خلال أبياته ولنتعرف أكثر على رائعة جبران دعنا أولا نطرح بعض التساؤلات ،
– ترى لم اختار الشاعر الناى بالذات ؟ – لم لجأ شاعرنا إلى الغاب ومما يهرب ؟
– بم اغرى الغاب شاعرنا ، وهل وجد عناك ضالته ؟ – ما هدف الشاعرمن عزفه على الناى ؟
وللإجابة عن كل هذه التساؤلات نتعرف سويا على شاعرنا
إنه ” جبران خليل جبران ” واحد من شعراء المهجر اصطدم فى مهجره بالواقع المادي فقررالهروب باحثا عن حياة فطرية مثالية تخلو من ضجيج الحياة وصخبها فتحقق مراده بين أحضان الطبيعة مفضلا إياها على الحياة في المدينة فجاءت أشعاره رمزية تثير إلى حد بعيد الذهن والفكر عند القارئ
– يبدأ جبران عزف رائعته مخاطبا نفسه
* أعطني الناي وغنِ فالغنا سر الوجود
” أعطني نايا لأعزف وأغني فالغناء يذهب الأحزان ويسلي النفس لكن ماسر اخيارك شاعرنا للناى ! ؟ ” الجواب
* وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
” صوت الناي يدوم في الأسماع حتى بعد فناء الحياة ” ثم جاءت الدعوة صريحة واضحة
* هل تخذلت الغاب مثلي منزلا دون القصور؟
” عليك أيها العاقل اللبيب أن تهرب مثلى إلى الطبيعة ولتترك تلك الأحجار الفارهة بصخبها وضجيجها – هناك ستستطيع أن
* فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور
*هل تحممت بعطر وتنشفت بنور؟
*هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب ؟
* والعناقيد تدلت كثريات الذهب
*هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضا
* زاهداً فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى
” نعم هناك ستستطيع أن تركض بصحبة جداول الماء المنسابة وتتسلق المرتفعات
وتغتسل برحيق الزهور وعطر الغابات وتستمتع بنور الشمس الساطع وستجلس عصرا بين كروم العنب وتلذذت بمنظر تلك العناقيد وهى تتدلى كالمصابيح الذهبية ؟”
هناك ستنام في الهواء الطلق فيصبح العشب فراشك والسماء غطاؤك
* أعطني الناي وغنِ وأنس داء ودواء
* *أنما الناس سطور كتبت لكن بماء
ها قد وصل شاعرنا لذروة قصيدته طالبا مرة أخرىالناي لينسى بالغناء كل الأمراض والهموم بعلاجها ودوائها
وليؤكد على أن فى أحضان الطبيعة العذراء البكرلن يكون قلقا من المستقبل الغامض بل سيتناسى ويتجاهل ذكريات الماضي بهمومه وأحزانه
ونفذ الشاعر إلى ذروة سنام القصيدة بخلاصة التجربة وحكمتها تلك التى تؤكد أن
” الناس كلها حكايات تمر في الحياة وكأنها سطور كتبت في كتاب لكن بماء أي فالكل زائل لا محالة فلا مكان للهموم ولتنج بنفسك من أن تقع فريسة أحزان الحياة وهمومها ومطالبها المادية المفرطة التى تضيع جمالها وتقضى على متعتها.