بدأ المطر يتساقط كما قالت نشرة الأنباء الرصادة . وكذلك كما شهدت أزقة المدينة وشوارعها الكبيرة التي خلت من عامتها وخاصتها . ولم يظهر فيها إلا من خرج بسرعة ليعود بسرعة إذا سمح المطر .
وبدأ هو يمشي تحت الجدار يحمل سكينه كما خطط . ويحمل مطريته كما يظهر لهما من بعيد بالمنظار المكبر للأفراد والأجسام . ينويان القبض عليه لآنهما سمعاه يتحدث في الهاتف مع صديقته ، التي قال لها أنه سيقتل أي شخص يصادفه في طريقه في يوم العاصفة المصادف لعطلة نهاية الأسبوع . ثم يعود إلى بيته حيث سيجدها تنتظره . وأكثر من هذه الحقيقة لا يعرف الشرطيان السريان شيء أخر . ولآن الجريمة المتوقعة كبيرة . قررا ونفذا وجلبا معهما قوة دعم ودهم ومطاردة مكونة من عشرات الأفراد .
إنتبه المجرم إلى وجود كثيف للناس في الشارع المقابل فأسرع نحوه . والسكين بقبضته وفوق ظهره حقيبة فيها المسدس والمال والهاتف والأدوية وقبعة رياضية . أسرع أكثر عندما إنتبه إلى أن رجلا مسنا قريبا منه وهو كما يبدو هدفه. الذي لا بد أن تصيبه سكينه فتحرزه . قتله وإستدار إلى الخلف يمشي كأن شيء لم لكن . ثم بدأ يسرع ويسرع أكثر . حتى وجد نفسه في وجه فريق كبير من الشرطة . بينما كان نصفهم الأخر يسارعون إلى إنقاذ حياة الشيخ المسن . وقد إنتبهوا إلى أن السكين الذي لا يزال مغروسا في بطنه قد قتله بعدما طعن به في ظهره وصدره أيضا.
إستسلم المجرم إلى الشرطة التي إقتادته إلى المركز المجاور .ثم نقلته إلى عاصمة البلاد خلال 24 ساعة . وبعدما حققت معه مطولا لم يخبرها عن إسم صديقته . وعن مكان وجودها.
حكمت عليه المحكمة بالمؤبد . وكذلك حكمت عليه بالإعدام شنقا مع وقف التنفيذ. وعندما تدهورت صحته في السجن .مات متأثراً بمرضه فدفنته السلطات بدون تكتم . وأذاعت خبر وفاته .
كان المجرم المتوفي قد أوهم الشرطة أن له صديقة تعمل معه . وقد مات بدون أن يخبرها أنه لفق تلك الإتصالات الهاتفية التي سمعوها . ولم يخبرهم بأنه كان مجنونا يقصد أن تقبض الشرطة عليه، ولا تتمكن من كشف كل أجزاء مخططه. وكان له ما أراد حتى مات . والشرطة لا تزال تبحث عن أثر لصديقته .قبل أن تموت هي أيضا وتموت معها الحقيقة .