كنت قد توقفت بعض الوقت عن الكتابة فى سلسلة مقالات
” فى دوحة الشعرنتفيأ ظلال القصيد ”
ولكن ولأنه الأستاذ والصديق طلب منى استكمال الكتابة وحيث أنه يشق على تجاهل طلبه فهو الصديق المحفز
إنه الكاتب الروائى السيد حجاج ” لذا كان القرار الاستكمال
وليكن عودتنا مع رائعة أمير الشعراء شوقى وقصيدته :
” مضناك جفاه مرقده” و التى كتبت على بحر “المتدارك ”
غنى هذه القصيدة كثير من المطربين العرب أهمهم محمد عبدالوهاب الذى لحنها ، كذلك شدا بها فيروز، أنغام، حسين الجسمي ومحمد محسن.
وقصيدة شوقى ” مظناك جفاه ” تأثر فيها شوقى بقصيدة الحصرى التى تقول :
يَا ليْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ أقيَامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
*=*=*=*=*=
ولو رجعنا إلى تحليل قصيدة شوقى لوجدنا فيها:
روعة المطلع والذى يتضح فيه أول صورة شعرية، لا أول بيت،
ففيها خطاب الحبيب الوله المفتون حبا وشوقا وولعا بالمحبوبة فى قوله :
مُضْناكَ جفاهُ مَرْقَدُهُ وبكاهُ ورحَّمَ عُوَّدُهُ
ثم نراه ينتقل للحديث عن حيرة المحب وعذابه وفنائه:
حَيْرانُ القَلْبِ مُعَذَّبُهُ مَقْروحُ الجَفْنِ مُسَهَّدُهُ
أَوْدَى حَرَفًا إِلَّا رَمَقًا يُبْقيهِ عَلَيكَ وَتُنْفِدُهُ ي
َسْتَهْوي الوُرْقَ تَأَوُّهُهُ وَيُذيبُ الصَخْرَ تَنَهُّدُهُ
فقلما أن نرى أبياتا أوفى وأمتع منها
كذلك برع شوقى حد الاجادة فى صورته التى ساقها للوعة المحب الذى يشفق بمحبوبه ويحنو عليه، في ظلمه وعدوانه
من خلال قوله :
مَوْلايَ وَروحي في يَدِهِ قَدْ ضَيَّعَها سَلِمَتْ يَدُهُ
نَاقوسُ الْقَلْبِ يَدُقُّ لَهُ وَحنَايَا الْأَضْلُعِ مَعْبَدُهُ
حُسَّادي فِيهِ أعْذِرُهُمْ وَأَحقُّ بعُذْري حُسّدهْ
وجاءت روعة الاستفهام من خلال قوله والذى أعطى المعنى شيئًا من الحسن، وزاده تمكينًا في النفس،حين قال:
جَحَدَت عَينْاكَ زَكِيَّ دَمي أَكَذلِكَ خَدُّكَ يَجْحَدُهُ
قَدْ عَزَّ شُهودي إِذْ رَمَتا فَأَشَرْتُ لِخَدِّكَ أُشْهِدُهُ
,وثم جاء الإصرارعلى حبه ولوعته وتمسكه بمحبوبته رغم كل ما يعانيه ويقاسيه من الوشاة لكنه أعلن تحديه لكل واش مهما حاول أو بذل فى قوله :
بَيْني في الحُبِّ وَبَيْنَكَ ما لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُهُ
ما بالُ الْعاذِلِ يَفْتَحُ لي بابَ السُّلوانِ وَأوصِدُهُ
تلك كانت إحدى روائع شوقى فى الغزل والتى استطاع عبد الوهاب عبرألحانه ان يزيدها شجنا وطربا
وهكذا تظل قصص الحب وقودا يشعل وجدان الشعراء ويخرج من الملحنين أعذب اللحان وجعل كل مطرب فنان يخرج اجمل التغريدات ونهاية نقول :
” مأساة الحبّ تتلخّص في أنّ الرّجل يريد أن يكون أوّل من يدخل قلب المرأة، والمرأة تريد أن تكون آخر من يدخل قلب الرّجل.