بقلم هشام صلاح
حديثنا اليوم عن قصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر ” قاعدة ذهبية ” للسيدة أم كلثوم فالسيدة أم كلثوم كانت ترفض أن تغني ” للخمريات ” حتى أنها كانت قد استبعدت الكثير من أبيات الشعر التي وردت في رباعيات الخيام.
لقاؤنا مع قصيدة أثارت جدلا ونقدا واسعين على الساحة ، إنها رائعة
= = = = = = = = =
” هذه ليلتي” والتى شدت بها أم كلثوم في 1968
من كلمات – جورج جرداق
وألحان محمد عبد الوهاب من مقام البيات.
وهذه الأغنية لحنها محمد عبدالوهاب لأم كلثوم بعد أن لحن لها أنت عمري التي سميت لقاء السحاب إذ كات أول عمل يجمع النجمين وتعرضت أغنية هذه ليلتي لهجوم بعض النقاد
وتعتبر هذه الأغنية هي أول أغنية عاطفية تغنيها بعد حرب 1967.
وجاءت فى مناسبة هذه القصيدة روايتان
أولاهما : أن سبب كتابتها
سؤال وجهته له أم كلثوم لجورج فجعلته تلك الاجابة من المشاهير في الوطن العربي كله وليس في لبنان وحده
حين سألته السيدة أم كلثوم عندما التقت به في أحد أيام سنة 1968 في فندق قاصوف بمدينة ضهور الشوير في جبل لبنان
– متى سأغني من كلماتك يا جورج؟ — فأجابها على الفور قائلاً لها:
( هذه ليلتي وحلم حياتي يا سيدتي أن تغني من كلماتي، فقالت له أم كلثوم:
( بس يا جورج هذه الكلمات التي قلتها ستكون مطلعاً للقصيدة التي سأنتظرها منك قريباً جداً. ) وبدأ جورج في كتابة هذه القصيدة على الفور، وبعد أن انتهى من كتابتها وقدمها للسيدة أم كلثوم أعجبت بها وعرضتها على الملحن الكبير محمد عبد الوهاب لتلحينها. ما أن قرأها عبدالوهاب حتى أعجب بها ويقال أنه بكى عندما قام بتلحينها من شدة تأثره بها.
وهذه القصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر قاعدة ذهبية للسيدة أم كلثوم فالسيدة أم كلثوم كانت ترفض أن تغني للخمريات حتى أنها كانت قد استبعدت الكثير من أبيات الشعر التي وردت في رباعيات الخيام. لكن ولع محمد عبد الوهاب وحماسته لهذه القصيدة جعلها تُليّن من موقفها وتشذّ عن هذه القاعدة التي كانت قد وضعتها لنفسها. كانت تحفة “هذه ليلتي” ما نتج عن التوليفة الإبداعية بين تأليف جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب وغناء السيدة العظيمة أم كلثوم
ثانيهما :
يقول عنها جورج جرداق فى أحد لقاءاته عبر القنوات الفضائية :
أنه في إحدى زيارات محمد عبد الوهاب لبنان استضافه جورج جرداق بمكتبه . وبينما هما يتحادثان إذ لحظ عبد الوهاب على مكتبه ورقة كُتب عليها بعض أبيات من الشعر فسأل عنها جورج فأجابه بأنها مسودة قصيد لم يكمله وقرأ عليه ما فيها . فأعجب بها عبد الوهاب وقال لجورج : لن أبرح لبنان إلا والقصيد معي كاملا . فأتمّه جورج وعبد الوهاب لا يزال في مكتبه
أنه في إحدى زيارات محمد عبد الوهاب لبنان استضافه جورج جرداق بمكتبه . وبينما هما يتحادثان إذ لحظ عبد الوهاب على مكتبه ورقة كُتب عليها بعض أبيات من الشعر فسأل عنها جورج فأجابه بأنها مسودة قصيد لم يكمله وقرأ عليه ما فيها . فأعجب بها عبد الوهاب وقال لجورج : لن أبرح لبنان إلا والقصيد معي كاملا . فأتمّه جورج وعبد الوهاب لا يزال في مكتبه
يأتى الاستهلال أول القصيدة بقوله
. * هذهِ ليلتي وحُلْمُ حياتي … بينَ ماضٍ منَ الزَّمانِ وآتِ
وهنا يفاجانا الشاعرُ بأمنيته التى طالما تمناها :
وهنا يفاجانا الشاعرُ بأمنيته التى طالما تمناها :
هذهِ هى ليلتي التي تمنيتها طويلا ، ففى هذه الليلة تجسِّدُت كلُّ أحلامه ، و ما تمناه في الماضي ، وما يتمناه فى المُستقبل
ثمَّ تأتي وجيعته وصرخته المدوية لتنبية الجميع فيقول :
* بعد حين يبدل الحب دارا …. والعصافير تهجر الأوكارا
ثمَّ تأتي وجيعته وصرخته المدوية لتنبية الجميع فيقول :
* بعد حين يبدل الحب دارا …. والعصافير تهجر الأوكارا
ثم يكشف لنا الشاعر عن حقيقة غائبة حين يصرح بأن كلُّ شيءٍ سيتغير ،
لينتقلُ الحبُّ إلى حبيبين آخرين ، لسيتحوّلُ كُلُّ عشناها إلى ذكرياتٍ ، فهذه عصافيرُ الشجنِ التي غردت حولنا ستهجُرُ أعشاشَها
* وديار كانت قديما ديارا …… سترانا كما نراها قفارا
* سوف تلهو بنا الحياة وتسخر …. فتعالَ أحبك الآن أكثر
* والمساء الذي تهادى إلينا …….ثم أصغى والحب في مقلتينا
ويتحوّلُ هذا العش الذى جمعنا إلى قفرٍ موحِش ، والديارُ ـ التي نحنُ فيها الآنَ ـ سيأتي عليها زمانٌ فتصبِحُ قِفارًا خاوية وأطلالاً موحِشةً ،
* والمساءُ الذي تهادَى إلينا*ثمَّ أصغَى والحُبُّ في مُقلَتَينا
وأعتقد أن شاعرنا أبدع باستخدامه الواو ، فالواو الاستئناف ” فالمعطوفُ هنا المعاني وليس اللفظة.
والمساءُ ( أوّلُ هذهِ الليلة ) جاءنا هامسا برقة ، فقد صار جُزءٌا منَّا ، جاء ليتهادَى حتى يُصْغِي ويستمع إلينا ، وحالنا – الحُبُّ في مُقلتينا – ، فهو قد صار نظرة يتبينها الجميع ولا تخفى نظرة حالمة في أعيُننا تفسر كلّ مشاعرِنا وما نحاولُ أنْ نستره
* والمساءُ الذي تهادَى إلينا*ثمَّ أصغَى والحُبُّ في مُقلَتَينا
وأعتقد أن شاعرنا أبدع باستخدامه الواو ، فالواو الاستئناف ” فالمعطوفُ هنا المعاني وليس اللفظة.
والمساءُ ( أوّلُ هذهِ الليلة ) جاءنا هامسا برقة ، فقد صار جُزءٌا منَّا ، جاء ليتهادَى حتى يُصْغِي ويستمع إلينا ، وحالنا – الحُبُّ في مُقلتينا – ، فهو قد صار نظرة يتبينها الجميع ولا تخفى نظرة حالمة في أعيُننا تفسر كلّ مشاعرِنا وما نحاولُ أنْ نستره
ويالا روعة الأمر الذى أطلقه المحب وما يليه
* فادْنُ منِّي وخُذْ إليكَ حناني*ثمَّ أغْمِضْ عينيكَ حتَّى تراني
ادْنُ اقتَرِبْ ، — ثم يأتى الأمر الثانى حاملا كل الروعة من خلال الشطرِ الثاني حيث غير الحب الطبيعة البشرية حين قال :
ادْنُ اقتَرِبْ ، — ثم يأتى الأمر الثانى حاملا كل الروعة من خلال الشطرِ الثاني حيث غير الحب الطبيعة البشرية حين قال :
ثمَّ أغمِضْ عَيْنَيْكَ حتَّى تراني ، — كيف ذلك !؟
إنه صفاء الحب ونقاؤه حيث ستكون الرؤية بروحِه ومشاعر وكلِّ ما في وجدانِكَ ،
فما أروعك شاعرنا حين غير من وظيفه الحواس فأصبحت العين عندك ليست للرؤية ، بل صارت الرؤية بالمشاعرِ وحدَها لا العين ،
وبهذا أوصلنا الشاعر إلى أعلى درجاتِ التوحّدِ والذّوبانْ.
* في بحارٍ تئِنُّ فيها الرِّياحُ*ضاعَ فيها المِجدَافُ والمَلاَّحُ
فما أقسى وأمر الظروف التى نحياها ، وبالرّغم كل ذلكَ جاءت هذهِ الصدفةُ التي
فما أقسى وأمر الظروف التى نحياها ، وبالرّغم كل ذلكَ جاءت هذهِ الصدفةُ التي
* ( أهدتِ الوجودَ إلينا ، وأتاحتْ لقاءَنا فالتقينا ) في وسطِ هذهِ الأمواجِ من قسوة الأيام ، وتحتَ هذهِ العواصفِ الشديدةِ من التقلبات ، والتى نسمعُ لها صوتًا كأنّهُ الأنينُ ،
هذه الظروف التى تجلت كالبحار التي ضاعَ فيها المِجدافُ ،والملاحُ الخبيرُ بأمواجه وتقلباته ، شاءَتْ لنا الصدفَةُ أن ننجو فيهِ ونلتقي .
* وحديث في الحب إن لم نقله ……………أوشك الصمت حولنا أن يقوله
واستمرارا فى الوصول إلى اللامعقول نجده يعطى فرضية جديد حيث جعل الصمت منافسا للقول فإن قصر القول عن الحديث اوشك الصمت أن يقول
*يا حبيبي و انت خمري و كأسي …………. و منى خاطري و بهجة أنسي فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي ……………وغدي في هواك يسبق أمسي
هلّ في ليلتي خيال الندامى … والنواسي عانق الخياما
وتساقوا من خاطري الأحلاما … وأحبوا واسكروا الأياما
وهنا استطاعا الشاعر والملحن أن يكسرا القاعدة الذهبية لأم كلثوم فلقد كانت حريصة طوال رحلتها ألا تغنى للخمر وظهر هذا الحرص حينما غنت رباعيات الخيام لكنها مه هذه الليلة تنازلت وكسرت تلك القاعدة
فرتضت بأن تسبغ أوصاف اللهو والنشوة لتلبسها للمحبوب فهو خمرها وكأسها
وتمادت فى نشوتها حتى أنها رأت فى خيالها رفيقى الكأس أبونواس والخيام كل شىء استسلم فى تلك اللحظة لان يعيش لذة السكر والنشوة
* ربّ منْ أينَ للزمانِ صِباهُ*إن غَدَوْنا وصُبْحُهُ ومَسَاهُ
هذا تساؤل حيرة ولوعة جاء عبر دلالاله النداء أي : يا ربّي ، كيفَ نحتفِظُ بالزّمانِ ( أي عمرنا ) في حالةِ شبابٍ دائمٍ لا يشيبُ أبدًا ، أينَ لهُ ـ ولنا ـ أن يظلَّ هذا الشوق الطاغى والحب الجارف بحيويةُ هذا الحبُّ ،
هذا تساؤل حيرة ولوعة جاء عبر دلالاله النداء أي : يا ربّي ، كيفَ نحتفِظُ بالزّمانِ ( أي عمرنا ) في حالةِ شبابٍ دائمٍ لا يشيبُ أبدًا ، أينَ لهُ ـ ولنا ـ أن يظلَّ هذا الشوق الطاغى والحب الجارف بحيويةُ هذا الحبُّ ،
نعم فلن لن يرى بعد قصتنا من حداهُ وساقه بل وغنى له
* نحنُ ليلُ الهوى ،،، ونحنُ ضُحاهُ !!!!
ملء قلبي شوق وملء كياني … هذه ليلتي فقف يا زمان
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر…. فتعالى احبك الان الان الان أكثر
ها هى نشوة الحب وروعته قد ملكت كل كيان المحبوب فأعطى لنفسه طاقات وملكات ليست له فعا عو يامر الزمان بالتوقف عند هذه الليلة ومع العلم بأن الحياة عابثة متقلبه بالمحبين فهو قد باع سنزات عمره كلها ثمنا لتلك الليلة — فتعالى أحبك الان الآن اكثر