فلسطين
تقع أرض فلسطين العربية الإسلامية جنوب شرق البحر الابيض المتوسط حتى وادي الأردن بين دائرتي عرض 29 ـ 33 شمالاً وخطي طول 34 ـ 35 شرقاً ويتصل بقارة أفريقيا عبر شبه جزيرة سيناء وأرض فلسطين موطن الأنبياء ومهبط الرسالات السماوية ومسرى الرسول صل الله عليه وسلم ومساحة أرض فلسطين المحتلة 27 ألف كم2 في حين تبلغ مساحة دولة العدوان الإسرائيلي 22.115 ألف كم2 أما مساحة السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994م بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 م ، تبلغ مساحتها 6.220 كم2 في الضفة الغربية و360كم2 في قطاع غزة وقديما تسمى أرض فلسطين بأرض كنعان ، أما أصول الشعب الفلسطيني من عشائر عربية مهاجرة من شبه الجزيرة العربية ، ولقد بدأت مشكلة قضية الشعب الفلسطيني منذ مؤتمر الصهيونية الأول في بازل في سويسرا أغسطس 1897 م ، بقيادة تيودور هرتزل ( Theodor Herzl ) الذي صاغ الأفكار الصهيونية في حركة سياسية عالمية ، وبدأت التحركات الصهيونية في جميع مؤتمراتهم لقيام كيان صهيوني في ارض فلسطين العربية والتي تقع في وسط الوطن العربي ولكن الوضع بدأ يتغير سياسياً عندما خرجت الدولة العثمانية من أرض الوطن العربي بعد الحرب العالمية الأولى ، وخاصة عندما بعث وزير خارجية بريطانيا ( أرثر جمس بلفور ) رسالة إلى اليهود والحركة الصهيونية عن طريق زعميهم اللورد
( روتشليد ) اليهودي الديانة في 2 نوفمبر 1917م ، قال فيها يسرني جداً أن ابلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك جورج الخامس ( 1910 ـ 1936 م ) بأن حكومته تنظر بعين الرضا إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ( 1914 ـ 1918 م ) وبناء على اتفاقية ( سيكس بيكو ) 1916 م ، وقرارات مؤتمر سان ريمو 1920 م ، وضعت أرض فلسطين تحت الانتداب البريطاني بدأ من عام 1922 م حتى 14 مايو 1948 / ن وخلال الانتداب سمحت الحكومة البريطانية بدخول اليهود بشكل واسع إلى فلسطين ومهدت لتأسيس وطن قومي لهم على أرض فلسطين العربية ، وخلال الانتداب البريطاني لم يسكت شعب فلسطين ومحاولة الضغط عليه للحد من الهجرة اليهودية لفلسطين فقامت ثورات ضد الانتداب البريطاني منها ثورة مايو 1921 م ، وثورة أغسطس 1929 م ، وتسمى ( البراق ) في مدينة القدس ، وثورة 1936 م ، وغيرها من الثورات ثم بعد ذلك حولت قضية شعب فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة التي تأسست عام 1945م ، حيث صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار رقم 181 الصادر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 م ، الذي ينص على خطة تقسيم فلسطين لإقامة دولة عربية ودولة يهودية ، ووضع مدينة القدس العربية تحت الوصاية الدولية ، وبناء على هذا القرار ، قررت الحكومة البريطانية في 14 مايو 1948 م ، من جانب واحد انتهاء انتدابها على فلسطين المحتلة ، وبعدها بيوم واحد في 15 مايو 1948 م ، اعلن العدو الإسرائيلي عن قيام دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة ومن هنا بدأ الصراع العربي الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي وقامت بين الطرفين حروب تمثلت في حرب 1948 م ، وحرب 1956 م ، وحرب 1967 م ، وحرب 1973 م ، وفي كل حرب يأخذ العدو الإسرائيلي أجزاء من فلسطين ويشرد ويقتل الفلسطينيين ويدمر قراهم ومنازلهم وهذا الوضع مستمر والشعب الفلسطيني الأعزل يقاوم وما نشاهده منذ 7 أكتوبر 2023 م ، ما هو إلا صراع بين الحق والباطل فالشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه ويطالب بطرد العدو الصهيوني ونحن نشاهده الآن يقتل الأبرياء في غزه من رجال وأطفال ونساء وهدم المنازل والمستشفيات والمقرات الحكومية وحصارهم في غزة ومنع الغذاء والدواء والماء وهذا مخالف لاتفاقية جنيف 1949 م ، للجنة الدولية للصليب الأحمر وفي الحقيقة أن دولة الكويت وقيادتها السياسية وشعبها لم تأل جهداً منذ بدء الصراع العربي الصهيوني بالمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة وقد تمثل ذلك في موقف دولة الكويت إبان حرب 1967 م ، بين العرب والعصابات الصهيونية فقد أصدر مجلس الأمة الكويتي مع الحكومة الكويتية في 5 يونيو 1967 م ، مشروع قانون بإعلان قيام الحرب الدفاعية بين دولة الكويت والعصابات الصهيونية بفلسطين المحتلة ، كذلك دولة الكويت وشعبها دائما يقدم التبرعات لشعب فلسطين في كل الأوقات وأخرها أثناء حصار غزة من قبل العدو الإسرائيلي اكتوبر 2023 م ، ولابد أن تنتصر المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والعالم يقف مع الشعب الفلسطيني بالرغم من أن الحكومات الغربية مع الباطل الصهيوني ولكن الحق سوف يظهر وينتصر يوما ما .
الدكتور
حمد محمد القحطاني
قسم التاريخ ـ كلية الآداب ـ جامعة الكويت