إعداد/ محمد مأمون ليله
صفاء القلب
قال الشيخ المكرم أحمد محمد علي وفقه الله:
القلب كاللوح الرملي، فإذا عمد الإنسان إلى ذلك اللوح الرملي بالذكر؛ تهيأ وصفى وخلص من كدورة رمله، ويصبح كلوح زجاجي أبيض صافي، والذكر المقصود هنا لا يختص بالقول فقط، بل يستغرق تصرفات العبد كلها، فإذا رزق العبد التوفيق من الله أن يكون ذلك في جميع حركاته وسكناته: فلا يتحرك إلا في طاعة الله تعالى، من واجب، أو مندوب، أو مباح، ويسمى ذلك ذكرا لله، أي لذكره في ذلك الفعل أنه لله – تعالى – ، بطريق القربة إليه، وهذا يسمى ذكرا.
قالت عائشة أم المؤمنين – رضى الله عنها- : ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ ” . أخرجه “أحمد”، و”مسلم”، و”أبو داود”، و”ابن ماجة”، و”التِّرمِذي”، و”ابن خزيمة”.
فعم الذكر جميع أحواله – صلى الله عليه وسلم – في يقظة ونوم وحركة وسكون وفي شتى أموره كلها، تريد أنه ما تصرف أو كان في شأن من شئونه – صلى الله عليه وسلم – ، ولا كان في حال من الأحوال إلا في أمر مقرب إلى الله، من فعل أو ترك.
إذا فعلت أو تركت لأجل الله، فذلك من ذكر الله: أي لله ذكر فيها، ومن أجله فعلت أو تركت على حكم ما شرع الله فيها؛ وبذلك يتحقق صفاء القلب بذكر الله.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل