إعداد/ محمد مأمون ليله
قال الشيخ المكرم/ أحمد محمد علي وفقه الله:
طهارة القلب
ذكر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي بن محمد ابن العربي قدس الله سره تعريفا لطهارة القلب؛
فقال قدس الله سره: “طهارة القلب؛ بمعرفة الله وتوحيده وأسمائه”
وقال أيضا: “طهارة القلب؛ التي هي العلم بالله”
وقال أيضا: “طهارة القلب؛ الحضور مع الله”
علم الإنسان بمعرفة الله، وعلم التوحيد، وعلم الأسماء الحسنى هي طهارة للقلب، وأنه كل ما يقدح في الأدلة العقلية في المعرفة بالله من الشبه الواردة، والأدلة الشرعية من ضعف الطريق الموصل إليها، وهو عدم الثقة بالرواة، أو غرائب المتون؛ فإن ذلك مما يضعف به الخبر فإن ذلك ينقض طهارة القلب الحاصلة بمعرفة الله وتوحيده وأسمائه.
وعلم الإنسان بالله طهارة للقلب، فهي طهارة باطن الإنسان، كما أن الغسل والوضوء طهارة ظاهر الإنسان، وأن الغفلة وعدم الإنتباه بما يرد على القلب من خواطر نفسية، وخواطر شيطانية، وعدم الذكر، وعدم التدبر، وعدم التفكر ينقضون طهارة القلب الحاصلة بالعلم بالله.
والحضور مع الله طهارة للقلب، وأن هذه الطهارة ينقضها حب الشهوات حلالا كانت أو حرام كما قال قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران : 14].
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل