كتب لزهر دخان
فايس بوك شركة تتميز بشدة يقضتها وصلابتها أمام المحتوى الضار . الذي يعود إليها فضل مكافحته والإنقاص من شدة خطورته على عالم الأنترنت بصفة عامة . وعلى شركة المؤسس مارك زوكربورغ الذي قال مجددا أنه وشركته يؤكدان على ضرورة تكاتف الجهود الدولية الخاصة والرسمية من أجل مكافحة المحتوى الضار .
فايس بوك سبق لها ورصدت الكثير من المحتويات الضارة التي حددت مصدرها أيضا . وأخطرها كان مصدره مركز تطوير الأنترنت في روسيا . وتتهمه فايس بوك وكذلك شركتا توتر وجوجل بتهمة تصدير المحتوى الضار إلى الولايات الممتحدة الأمريكية . وفي شهادة الشركات الثلاثة أمام الكونغرس في العام 2019 م . قال ثلاثتهم ما أكدوا به أن مركز تطوير الأنترنت الروسي قد ساهم بمفرده في نشر محتويات زائفة وضارة بإستخدام 5 مليون حساب فايس بوك مقلد . وكان الغرض من تلك التشويشات على إتصالات الولايات المتحدة هو التدخل في الرأي العام الأمريكي أثناء الإنتخابات الرئاسية . التي فاز بها ترامب على حساب هلاري كيلنتون.
الملياردار اليهودي زوكربورغ قال في مؤتمر ميونيخ للأمن: “إطار العمل الذي يجب معاملة شركته من خلاله يجب أن يكون مزيجا بين ما يستخدم حاليا مع شركات الإعلام والاتصالات”. وللإشارة كانت شركته في شهر يناير 2020 م قد تسببت في أزمة دبلوماسية حادة بين الإتحاد الأوربي وواشنطن . والسبب هو فرض باريس لرسوم رقمية على منتجات الشركات الثلاثة ،جول وتوتر وفايس بوك . الأمر الذي جعل ترامب يرد وبسرعة ، ويفرض رسوما على بعض السلع الفرنسية . وكانت أوروبا آن ذاك قد صعدت من لهجتها وأبلغت أمريكا بأنها في صف فرنسا .
أما الذي في صفه ترامب رغم أنه في أمريكا يصنف في صف روسيا ويتهم بالتحالف معه فهو العملاق فايس بوك .وإنطلاقا من قوته العالمية أضاف مؤسسه “أعتقد أنه يجب أن تكون هناك قواعد تنظيمية لمكافحة المحتوى الضار. هناك تساؤل عن إطار العمل الذي يجب استخدامه في هذا الشأن”.
“يوجد الآن إطارا عمل لصناعات قائمة، فهناك إطار مثلا للصحف ووسائل الإعلام الموجودة وهناك آخر يتعلق بالاتصالات، والذي تمر فيه البيانات عبر فيسبوك، لكنك لن تحمل شركة اتصالات مسؤولية محتوى ضار يقوله شخص عبر الهاتف”.
وهذا الكلام معناه أن مارك زوكربورغ يقول لكل خصومه إصبروا حتى نتأكد من صحة ما تقولون . وكذلك يريد إيصال رسائل أمريكا إلى روسيا وربما فرنسا أيضا . فربما يقتنعون أن الرقابة الأمريكية الصارمة الدقيقة قد كشفت أساليبهم وغشهم ومحتوياتهم الضارة . وكذلك هو يبرهن على أنه قد تأذى كثيرا بإرهابهم الإلكتروني . وتبقى العقوبات التي فرضتها أوروبا وواشنطن على روسيا أكبر دليل على أن موسكو صوبة أسلحتها الإلكترونية على أمريكا وحلفائها وأصابتهم في مقتل بالفعل