غريب أنا كنت معك ، لم أعرف طعم الحياة التي كنت أبحث عنها ، فتاهت رغما عني في دروب ضيقة لا تعترف بالرحمة ، وسعيد جدا أنا ، كلما أذكر تلك اللحظات التي مرت ك نسمة من قربنا ، هناك تحت دالية ، وسنابل قمح تتطاول نحو السماء ، أعترف وجدا بأني كنت في ذروة السعادة التي لم يصلها غيري ربما ذات لحظة …
لم أكن حيا عندما قررت أن أركن روحي ، بعيدا عنك ، في صحراء مظلمة ك قلبك في ذاك المساء ، راقبت أسراب العصافير وهي تؤوب من رحلتها فرحة بمكاسبها القليلة ، تدمع عيني ، فكيف لها أن تفرح بصيد صغير ، بينما أنا أكابد وجعا كاد ينهي ما تبقى مني رغم امتلاكي ناصية الصيد كله …
لعلك الآن تحدثين نفسك عما فعلت ، أو عما فعلنا سويا ، وتسألين ( هل كانت مجرد نزهة ، نزوة ، شهوة ) أم أنك وأنا من جعلها كما هي الآن ، الفقراء يفرحون كثيرا برغيف خبز ، أكثر وأكثر من فرحي بقبلة اختلستها في أول لقاء دارت فيه رحانا ، وكان محطة أولى ( لحب طويل ) أو هكذا كان يبدو ، وربما هكذا كنت أظن …
غادرتك منذ لحظات بجسدي ، لكن قلبي بقي هناك يتيما ، ينتظر مفاجأة ما قد تأتي مع مطر بلا ماء …
غريب أنا الآن ، كناسك ترك الصلاة في دور العبادة ، ولجأ إلى كهف في رحم جبل ، سعيد ، حزين ، قريب ، بعيد … كيف يمكن لقلب ضعيف أن يركب الموج دون أن يغرق في أتون النار ، دعك مني الآن ، فقد اغتلت كل جوارحي دفعة واحدة ، كي لا أبقى على عنق الأمل الذي قرر الانتحار …
دعك مني الآن فإن الفقراء لا يموتون إلا حبا ….