عندما سأله الصحابة من أكثر الناس تحب يا رسول الله , فأجابهم عائشة , فقالوا له نقصد من الرجال فقال عليه الصلاة والسلام أباها .
ليس الحب عيبا ولا ذنبا , ليتنا نستطيع أن نحب أزواجنا وزوجاتنا كما كان الرسول وأزواجه يحب بعضهم بعضا .
أحب الرسول السيدة خديجة , فلم يتقبل أي كلمة في حقها عندما قالت له عنها السيدة عائشة ما كانت إلا عجوزا . فغضب غضبا شديدا وقال أنها ساندتني وساعدتني بمالها ورزقني الله منها الولد ولم يرزقني من غيرها .
وذات يوم كان يجلس فسمع صوت السيدة هالة بنت خويلد , فقال اللهم هاله , وذهب إليها ورحب بها وفرح بمقدمها فرحا شديدا .
وقبل أن يفتح الغرب باب السيارة لزوجاتهم ومن الف وأربعمائه سنه جلس الرسول صل الله عليه وسلم علي الأرض ووضع كفيه مشتبكين لتصعد السيدة عائشه عليهما لتصعد علي ظهر البعير , وقد فعل ذلك وهو محب .
و يوما كان سيدنا علي بن أبي طالب خارجا من باب المسجد الذي يخرج منه دوما , فوجد شاب وفتاة يتحدثان , وشعر بأنه بداخلهم شعور تجاه بعضهما البعض , فما خرج من ذلك الباب بعد ذلك .
لم يناد رضي الله عنه علي الفتي ليقول له كيف تقفان هكذا أمام المسجد , ولا قال له أنت ولد قليل الأدب , ولم ينظر لهما شذرا . ولم يتحدث عنهما مع الآخرين , ولم يقوم بإلقاء خطبة للحديث عن حسن الخلق . لم ينكر مشاعرهما .
فالحب في حد ذاته شعور من الدين ومن الإيمان , ولكن الحرام فيه ما يحدث من سلوكيات محرمة . وأفعال لا تناسب الأخلاق وإستباحه للحرمات .
وذات يوم كان رجل يدعي مغيث وكان يحب زوجته بريرة جدا وعندما تم عتقها أصبحت محرمة عليه , واصبحت حرة فكان يطوف حول الكعبة ويبكي بريرة زوجته وحبه لها بكاءا مريرا . وطلب من الرسول صل الله عليه وسلم أن يشفع له عندها ,
فقال لها الرسول أن مغيث يحبها ويريد أن ترجع له , فقالت له أهو أمر فقال لها لا , فقالت لا لن تعود له .
وذلك يوضح أن الرسول صل الله عليه وسلم لا ينكر الحب ولا ينهي عنه ,بل يساعد المحب طالما طريقه حلال .
وأني لأتعجب من أناس في القرن الواحد والعشرين يرون في الحب عيبا وخطأ , ولوما ,
فعيد الحب هو من أجمل الأعياد , من يريد الحب يتذكر حب الرسول صلي الله عليه وسلم للسيدة عائشة أم المؤمنين , وحبه للسيدة خديجة ,وعدله وعدم ظلمه لأحد ورأفته بالآخرين وحبه لأولاده وللمسلمين وللعالم أجمع .
وحب الله هو الحب الأكبر , فمن أحب الله أحب كل ما خلق وأحب الخير لكل الناس علي إختلاف أجناسهم .
فلا تقتلوا الحب في أولادكم وتعادونه , ولكن علموهم أن الله خلق القلوب للحب , ونظم أفعالنا بالدين والسلوك القويم .
وكل عيد حب وأنتم بخير .