…”.خذوا المناصب والمكاسب….لكن خلو لي الوطن”….رائعة للفنان التونسي لطفي بوشناق أداها بصدق…علي نحو جعل الدموع تنهمر من عيون بوشناق نفسه والفرقة الموسيقية التي شاركته في تلك الأغنية الرائعة المعبرة عن حال وطنه تونس وبالمجمل كل شعوب الربيع العربي التي جاهرت في توقيت متقارب بالنداء الأثير”الشعب يريد إسقاط النظام” وقد سقط في تونس نظام وفي ليبيا نظام وفي مصر نظامين….ومازال هنا وهناك ظلام لايفارق وقد ظلت الشعوب في كمد في مشاهد تنطق بأن الشعوب قد عز عليها المنام لتظل مؤرقة بهموم جسام….لطفي بوشناق” فنان” عملاق يعبر عن عذابات تونس التي هي عذابات مصر وسط خشية علي الوطن من نهم أعداء الحياة الذين إستباحوا كل شيئ في سبيل السلطة نأياً عما يبتغيه الوطن….خذوا المناصب والمكاسب …لكن خلو لي الوطن….أرددها من القلب” موجها” ندائي لأي طامع في السلطة بأن يتقي الله في مصر وإن جار علي وطنه لن ينجو من لعنة عقوق الوطن لأن مصر مصونة من عند الله ….هي مصر التي شهد لها التاريخ بالخلود والصمود في وجه المحن وسوف تجتاز الصعاب بإذن الله وأجدني أعود لما كتب عنها شحزا للعزم وتخفيفا عن مواجع لاتفارق جراء مايحدث في بلادي وذات يوم قال عنها الإمام ” السيوطي” مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله وقد سجل التاريخ ” لإبن خلدون ” أنه :- عندما جاء إلي مصر ودخل القاهرة قال عن القاهرة: رأيت مجمع الدنيا ومحشر الأمم…….وأذكر بالحديث النبوي الشريف في شأن المصريين والقائل:- “إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيفاً…فذاك خير أجناد الأرض, وهم في رباط إلي يوم الدين”……..هو التاريخ الذي ينبغي التذكير به كي يتذكر من نسيوا أو تناسوا ….أن الوطن أغلي من الكراسي ومن لايعتبر فلينظر إلي نهايات الطغاة في كل مكان في العالم”عبر” التاريخ حيث أتت النهاية من جنس العمل. للأبد سيبقي عقوق الوطن ذنب لايغتفر………وتبقي مصر في إنتظار مفارقة تعثر المسار…. والكلمة الأخيرة للجدل المسيطر علي كل المشاهد فيها للأقدار!