أحمد فايز
لقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، والمقصود بهذه الكلمة أبنتا الرسول صلي الله عليه وسلم، السيدة رقية والسيدة ام كلثوم، حيث تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه أولاً من السيدة رقية رضي لله عنها وحين توفيت زوجه النبي صلي الله عليه وسلم من ابنته الثانية السيدة ام كلثوم رضي الله عنها ………
وأيام الجاهلية كان يكني أبا عمرو، ولكن عندما رزق بولد من السيدة رقية رضي الله عنها بغلام سماه عبد الله، فكناه المسلمون أبا عبد الله، أسلم سيدنا عثمان بن عفان علي يد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان وديعاً صابراً عظيماً راضياً، عفواً كريماً رحيماً باذلاً سخياً، كان يواسي المؤمنين ويعين المستضعفين ……………
عندما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص وكان كافلاً فأوثقه رباطاً وسأله كيف ترغب عن مله آبائك إلي دين محدث ؟ ولكن عندما رأي شدة سيدنا عثمان وصلابته في دينه تركه .
عثمان بن عفان كان رابع من أسلم من الرجال، فحينما دعاه أبو بكر الصديق للإسلام كان سباقاً أجاب علي الفور دعوته وكان من الأولين السابقين للدخول في الإسلام بدون تلعثماً أو تهلكوا، وكان يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، حتي كان جميع ما أعتقه طوال حياته ألفان وأربعمائة رقبة تقريباً .
وعلي الرغم من ثراءه وشده غناه وماله الوفير، إلا أنه عرف بالزهد في متاع الدنيا وزينتها، وأخرج الإمام أحمد من حديث شرحبيل بن مسلم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت .
وقد اختص الرسول صلي الله عليه وسلم سيدنا عثمان بكتابة الوحي، وأثني عليه الصحابة ونزلت بسببه آيات من كتاب الله عز وجل، وكان عثمان شديد المتابعة للسنة وكثير قيام الليل .
بلغت مدة ولادته رضي الله عنه وأرضاه إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، وقد استشهد وهو يبلغ من العمر تسعون أو ثمانية وثمانون سنة، ودفن بالبقيع وقد كان قتله أول فتنه انفتحت بين المسلمين ولم تنغلق حتى يومنا هذا .
روى الإمام أحمد بسنده عن محمد بن الحنفية قال: “بلغ عليًّا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ يهما وجهه فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل. قال مرتين أو ثلاثًا” .
ويعود سبب الفتنه أنه قد ولي عبد الله بن سعد بن أبي الصرح علي أهل مصر فشكوه إليه، فولي عليهم باختيارهم محمد بن أبي بكر الصديق وكتب لهم العهد، وخرج معهم مدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي الصرح، فعندما أصبحوا علي مقربة ثلاثة أيام من المدينة، إذ هم بغلام عثمان علي راحته ومعه كتاب مفتري وعليه خاتم عثمان إلي ابن أبي الصرح يحرضه ويحثه علي قتالهم إذا قدموا عليه، فرجعوا بيه إلي عثمان فأقسم لهم أنه لم يأمره بذلك ولا يعلم من الذي أرسله بهذا الكتاب المكذوب، وكان صادقاً رضي الله عنه وأرضاه، هو أنبل وأروع وأرفع من أن يجري مثل هذا علي لسانه أو يده، وقيل إن مروان كان هو الكاتب والمرسل، فطلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبي فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبي، لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان قد قاله له ” لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ”