أحمد الشويمي
في اعجوبة كرويه لم تحدث سوى مرة واحدة في كأس العالم مع المنتخب الدنماركي أحرز خلالها اللقب ، حين شارك في البطولة بعد خروج منافسه الويلزي منها لأسباب سياسية ألا وهي الحرب .
ولكن ها هي الآن تتكرر مرةً أخرى مع الجنوب إفريقي “صن داونز” الذي خرج من دور الستة عشر من هذه البطولة عقب خسارته من نادي “ڤيتا كلوب” الكونغولي ليتحول بعدها إلى دور الستة عشر ببطولة كأس الإتحاد الإفريقي ليخسر مجدداً من نادي “ميديا” الغاني ، لكن يا لروعة الحظ فإنه عاد مرةً أخرى لدوري أبطال إفريقيا ليلعب بدور المجموعات بدلاً من نادي ڤيتا كلوب الذي خرج من البطولة بقرار من الكاف لإشراكه لاعب في مباراة صن داونز قد سبق وحصل مسبقاً على كرتين صفراوين .
ومع استمرار سلسلة أروع حظ لصن داونز فإنه استطاع في أولى مباراياته أن يقسو على نادي “وفاق سطيف” الجزائري في عقر داره ليذيقه مرارة الخسارة بعد أن تغلب عليه بثنائية نظيفة ، وقد قامت جماهير الجزائري بإثارة الشغب في الملعب ليصدر الكاف عقوبة قاسية عليهم بخروج ناديهم وفاق سطيف من البطولة ، ليخلق فرصة كبيرة لصن داونز للصعود إلى دور قبل النهائي.
واستطاع فريق صن داونز استغلال هذا الحظ واستغلال هذه الفرص التي اتيحت له ليصعد إلى دور قبل النهائي بصدارته للمجموعة ليقع حظه مع زيسكو الإفواري الذي وصل إلى هذه البطولة لأول مرةً في تاريخه ليصعد على حسابه صن داونز إلى الدور النهائي لمواجهة الفارس الأبيض المصري الذي سبق وأن هزمه ذهاباً وإيابا في دور المجموعات ، هذا ويذكر أن نادي الزمالك صعد إلى هذا الدور بعد غياب استمر لأكثر من أربعة عشر عاماً ، وقد صعد إلى هذا الدور النهائي على حساب نادي الوداد المغربي الذي تغلب عليه بمجموع ستة أهداف لخمس في المباراتين ، لكن لم يقف صن داونز وحيداً أمام الزمالك المصري بل وقف الحظ معه مرةً أخرى حين لعب نادي الزمالك مباراة الذهاب في جنوب إفريقيا بستة عشر لاعباً فقط من بينهم ثلاثة حراس مرمي ، وبالفعل استطاع صن داونز أن يلقن الزمالك وجماهيره درساً قاسياً في كيفية لعب النهائيات واستغلال الأرض والجمهور ، حيث هزمه بثلاثة أهداف دون مقابل أستطاع من خلالها أن يضع خطوة كبيرة نحو الفوز باللقب وتضييق الفرص في وجه نادي الزمالك الذي علق قلوب مشجعيه على أمل الفوز في مباراة العودة ، لكن هيهات فكيف لنادي مثل صن داونز أن يترك مثل هذه البطولة التي لم يعرف طعهما منذ أن أنشأ ، وكيف بعد أن حرمه منها النادي الأهلي المصري عام 2002 أن يحرمه منها فريق مصري آخر .
ليأتي أسعد يوم في تاريخ صن داونز منذ نشأته واللعب في برج العرب وسط أكثر من 70 ألفا مشجع كلهم حملوا أعلام الفارس الأبيض ، وفي الوقت الذي ظن الكثير من المحللين أن صن داونز سيلعب المباراة بطريقة أكثر دفاعية فقد خرج المدير الفني وصرح بأنه لن يقوم بالتغيير في التشكيل وسيلعب بنفس الطريقة التي لعب بها في الذهاب.
وبالفعل فقد هدد صن داونز شباك الزمالك في أكثر من كرة إلى أن جاءت الدقيقة ال 70 التي أعلن فيها لاعب الزمالك “ستانلي” عن هدف حفظ ماء الوجه لنادي الزمالك الذي أحيا به بصيص من الأمل لدى جماهيره ليبدأ بعدها صن داونز في التكتل الدفاعي والإعتماد على الكرات المرتدة وظل الهجوم عنيفاً من قبل الفارس الأبيض ولا سيما بعد نزول الأباتشي “شيكابالا” الذي استطاع أن يخلق كور عديدة لزملائه الذين لم يسعهم الحظ في أن يترجموها لأهداف ، ولكن قد جاءت أصعب لحظة على النادي الأبيض ، والأسعد لصن داونز حين أطلق حكم المباراة صافرة النهاية معلنا وصول صن داونز إلى الأراضي اليابانية للمشاركة في كأس العالم للأندية المقرر لها أن تبدأ في الشهر القادم.