ن أنبش الكثير
في ذاكرتي التائهة
ولن أثير ريحا صرصرا
أو زوبعة ، فإني
لا أحب المضيعة
ولا الضياع ، ك قواي الخائرة
فكم من ورق عبرت هذا الرصيف
ك عبور تعرفه العاهرة
فوق سرائر لا لون لها
سوى لحظات تغدو رواحا
ثم تأبى أن تؤوب
أليس للعاصي ، أو للعاصية
أن يتوب ، أو تتوب
أليس هناك من مغفرة
فككت آخر أزرار ثوبي
كانت هناك ، ذاكرتي الثائرة
تشتم ما تركته الريح
من بقاياي ، ومن فروة
رأسي المطأطأ ، ك الغاشية
لن أنبش الكثير من الأغاني
فمنذ صباح الأمس
غادرت كل الأماني
لملمت جراحي في جراب
لم تكترث لذيول العتاب
دنا منها زي الخراب
وازدان الأفق بعبارات نابية
لن أنبش كثيرا في ذاكرتي
الرمادية ، النائية
لقد حط الرحال هنا الغياب
فما يفيد النبش
عندما يعلو الضباب
ويمسي القلب ك الصحراء
فقط هو دفتري الأسمر
إثر إصابته بأزمة قلبية
يعاود اللعب على الحبال
يدون كل ما قيل
وما لم يقال …
أخبرته بأن العيش محال
في زمن العناكب
لم يفعل الواجب
ترك الجميع وأتى إلي
بآية كبرى ، كتبها
من رحم الخيال
لن أنبش أكثر
في زمن اللانهايات
ولا في دنيا الذكريات
فالحياة هي الحياة
داورت أفكاري ، حاورتها
قبل الهزيع الأخير
قبل أن يلج الربيع
تركت للقطط الشتاء
لتنسج ألحانها الحمراء
قالها القبطان ذات يوم
من لم يركب الموج
في هذا المساء
فسوف تنبذه السماء
لذلك لن أنبش أكثر
ولا عزاء ، بلا عزاء …
_________
٨/٦/٢٠١٩م