كم أود ان أُدفن وجهي بين احضانك وأبكي، أود أن اخرج تلك الصرخة التي تجتاحني وأزجها في قلبك! كُـدت اختنق من هـذا الـجزن المكبوت وهذهِ التـراكمات الـتي تحتل مساحة في جوفي، فأنا حينما أكون حزينة تنهمر دموعي إلى داخلي ولأني لا أحب أن يراني أحد وأنا أبكي في اشـد حالات حُزني، أحاول ان أُخفيَ تلك الدموع، ولستُ معتادًا على ان يحتويني أحد أو يشعرني بضعف ما!
أو انني غير قادرة على الوقوف من جديد.. لكن غيابك هــذا أرغمني على البكاء أمـام أُناس لا يفهمون معنى أن الفراق لا يطاق وأن تتوقك لشخص قد جعلك حزينًا يائسُا على نفسهِ، والذي كانت كل ايامك معهُ يغيب بغتًا، وتُصبح وحيداً رغم كل من يحيط بك، اشتياقي لك ودموع مقلتي اشعلت نيران قلبي الذي لم يتبقى منه سوى فُتات وباتت تنهدم واحدة تلوا الاخرى، لستُ معتادًا على ان أكمل يومي بدونك، كم صباحٍ
أتى ولم اجد رسـالةً تحتوي على كلماتك التي كانت تُبهجني، تلك الكلمات التي كانت تـُمازحني فيها، لن انسى تلك الرسالة التي كان يقول فيها: أعلم أنكِ ستصبحين يومًا ما فتاةً ناجحة وبستطاعتك تحقيق كل أهدافك، ولن يخيب ضني بكِ أبدًا،
ومن يومها وأنا احاول الانتصار في معركتي في الحياة تكريمًا لضنهُ بي. افتقدتُ تلك الرسائل الصباحية وافتقدتك انت أيضًا، والحق أقول أنني اشتقت لـتلك الايام التي كُنا نجلس فيها أنا وأنت تحت ظل شجرة الزيتون،
كنت دائمًا تُحِب الكتابة تحت ظلها، أنت وجريدتك التي كنت تتصفح بها وتـقرأ الاخبار العاجلة والاخبار السياسة والادب، وتـأملك في كلماتي المتواضعة بكل فرح ويقين انني سأنجح في كتابة روايتي الاولى، حقًا اشتقت إلى تلك الايام، كم تمنيت ان تُعاد تلك اللحظات الجميلة، لكن كان ختامها رحيلك دون عودة.